تابعت ما جاء في لقاء تلفزيوني لكمال الجندوبي، رئيس فريق الخبراء التابع لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، وما تضمنه تقريره المغلوط وغير الموضوعي بشأن «انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي في اليمن». اللقاء كان عبر قناة الفتنة والتحريض «الجزيرة»، جاء- كما هو متوقع من قناة تفتقر للصدقية والمهنية- حافلاً بالأكاذيب والافتراءات والتجني على الحقيقة باستغلال منظمة دولية بحجم الأمم المتحدة لغايات دنيئة تخدم ربابنة ورعاة الإرهاب الذين تمثلهم إيران، وتمولهم قطر.

واستوقفني أن الرجل بعد أن طفح أكاذيب ومبالغات، قال إنه يستغرب ردة الفعل المحتجة والغاضبة على التقرير من السعودية والإمارات، وكذلك من بعض الدول العربية، إلى جانب اليمن ممثلاً بحكومته الشرعية.

ونحن بدورنا نستغرب منه هو، فماذا كان يتوقع منا بعد كل تلك الأكاذيب التي ضمّنها تقريره، والذي يقول إنه نتاج مشاهدات ومتابعات أكثر من عام؟. فقد ساوى بين ممارسات جيوش دول تلتزم بقواعد الاشتباك والقانون الدولي والإنساني وبين ميليشيات انقلابية إرهابية لا تتوانى عن استخدام الأطفال والنساء والمسنين دروعاً بشرية، وتختطف الشباب والصحفيين ومعارضيها، بل وتصفيهم على مرأى من الجميع، بل ويتعمدون قتلهم بدم بارد أمام أطفالهم وزوجاتهم وذويهم. كما أن هذه الميليشيات الإرهابية، وبسبب متاجرتها بالمواد الإغاثية والمساعدات، تسببت في حدوث أكبر كارثة إنسانية تشهدها اليمن. رأينا أطفالاً يتساقطون ويموتون جوعاً في المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات التي ارتضت أن تكون أداة بيد إيران لتنفيذ مخططاتها للنيل من أمننا واستقرارنا ومنجزات ومكتسبات شعوبنا في هذه المنطقة من الخليج والجزيرة العربية.
ماذا كان يتوقع صاحب الأكاذيب الجندوبية؟ أن نستمع ونصفق له إعجاباً، وهو يخرج من دوره كمحقق يفترض به النزاهة والحيادية والمهنية، بل يغض وفريقه- وبالذات من يقول إنهم على الأرض - النظر عن حقيقة الدور الإنساني والجهد الإغاثي الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات في المناطق المحررة من اليمن، وأعادت الحياة والابتسامة لسكان تلك المناطق بعد المآسي والأهوال التي عانوا منها على يد الإرهابيين الحوثيين الذين تسببوا في انهيار تام وشلل كامل للحياة فيها. إن ما يقوم به «التحالف العربي» لإعادة الحق لأصحابه في اليمن لن تحجبه هذه الأكاذيب مهما حاولوا تسويقها، لأنها بضاعة صدئة.