اليوم يُسدل الستار على عرس الشارقة مع اختتام الدورة الـ36 من معرضها الدولي للكتاب، والتي كانت استثنائية بكل المقاييس، فإلى جانب الفعاليات النوعية التي أثرت المعرض، شهدت قاعة اجتماعاته الرئيسة انعقاد أول جلسة لمجلس الوزراء في معرض الكتاب، وأول جلسة لحكومة المستقبل، تجسيداً لرؤية فارس الكلمة والقصيد ورائد المبادرات الاستثنائية، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسموه يؤكد من وسط «ملايين الكتب» يبدأ سطر جديد في كتاب عبور الإمارات للمستقبل، في تلك الجلسة التاريخية التي شهدت إقرار 201 مليار درهم ميزانية الأعوام 2018 -2021 وبدون عجز، وعنوانها الاعتناء والارتقاء بالإنسان، ترجمة لتوجيهات قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتوفير الحياة الكريمة و«تحقيق أعلى درجات الرخاء والرفاهية والسعادة للمواطنين والمقيمين». بين سطور ميزانيات الأعوام الأربعة المقبلة اختزال لجهد عظيم ومبادرات رفيعة لأجل الإنسان ومستقبل الأجيال، تتمحور حوله دائماً، لأنه هو الأساس، وكما قال الشيخ محمد بن راشد «شعبنا رأس مالنا وسعادته ورفاهيته في المقام الأول لأولوياتنا». كما أن المدقق في تفاصيلها يلمس كذلك الجهد الواضح في تعزيز قاعدة الاقتصاد الوطني وتنوع مصادره، وهي امتداد للرؤية الثاقبة والسديدة لبناء اقتصاد معرفي تنافسي، يتعامل بثقة وجاهزية عالية لمرحلة تصدير آخر شحنة من النفط. وكان الاجتماع الاستثنائي في ذلك المكان الاستثنائي للحكومة الاستثنائية برئاسة قائد استثنائي سانحة للتعبير عن حجم الاعتزاز بالكتاب وما يحمل من معرفة وتنوير وتبصير، وسانحة للتعبير عن الامتنان والتقدير للحاكم الذي جعل من الثقافة أسلوب حياة، كما قال الشيخ محمد بن راشد عن أخيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ،«سلطان الثقافة» الذي أسس أهم المعارض للكتاب وفتح الأبواب للاطلاع على العالم ومعارفه امتداداً «لرؤية القيادة الرشيدة» بأن التنمية الحقيقية في الاستثمار الثقافي والمعرفي لبناء الأوطان. هذه الرؤية التي جعلت من الإمارات وجهة عالمية للثقافة والمعرفة الإنسانية، وأضافت لعقدها الفريد بالأمس القريب درة جديدة تمثلت في افتتاح متحف «لوفر أبوظبي». رسائل راقية تحملها هذه المحطات المنيرة على طريق الخير والعطاء وتعبر عن رقي الإنجاز والخطوات الواثقة نحو مستقبل أكثر بهاءً وإشراقاً.