اليوم وبرعاية وحضور فارس المبادرات والطموح، وعاشق المركز الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يتوج فائز الدورة الرابعة في «تحدي القراءة العربي»، التحدي الذي أطلقه واعتنى به سموه ليكون منطلقاً لاستئناف الحضارة العربية التي ازدهرت في مرحلة من مراحل التاريخ، وأضاءت بنورها العالم، حضارة بنتها أمة آمنت مبكراً بالكتاب والقراءة، وعندما تراجع الفعل الحضاري وجد أهل الظلام والأحقاد منفذاً ليمارسوا الهدم حتى تهاوت، وأفسحت المجال للتخلف والتراجع الذي ضرب مفاصلها حتى تخلفت عن الركب لتعاني حتى اليوم ما تعانيه في بقاع واسعة من الوطن العربي الكبير، وحيث تعاني مجتمعاته من صور التخلف والفقر رغم ما تمتلك من موارد طبيعية هائلة.
اليوم يسدل الستار على الدورة الرابعة من التحدي، والتي شهدت مشاركة أكثر من 3.5 مليون طالب من 49 دولة، ليبلغ إجمالي عدد المشاركين في التحدي على امتداد دوراته ما يزيد على الثلاثين مليون طالب وطالبة بما يعبر عن الأثر العميق الذي حققه التحدي، وتطلعات راعيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في أجيال الغد، رهان الأمة، لتنهض من جديد وتساهم في استئناف الحضارة بالصورة المأمولة لتكون جزءاً مؤثراً وفعالًا كما كانت في الحضارة الإنسانية.
تحدي القراءة يتكامل مع مبادرات محمد بن راشد العالمية والتي تعنى بالإنسان وبنائه باعتباره المحور الأهم في بناء ونهضة الأمم والأوطان.
نجاح تحدي القراءة العربي، نجاح لرسالة الإمارات وهي تضيء أنوار الأمل بأن القادم أجمل إذا ما اعتنينا بلغتنا وبتراثنا وبهويتنا وبتاريخنا من بوابة القراءة أساس تطوير الذات للانطلاق نحو المستقبل بالعلم والانفتاح على ثقافات وحضارات الآخرين، وبناء جسور من التعاون والتفاهم والتعايش والتسامح.
من دون التسلح بالعلم لا مجال للبناء، بل الانكفاء على الذات، ورفض الآخر درجة الإقصاء، وبالتالي الاحتراب بما يجر من ويلات.
مع كل دورة من دورات تحدي القراءة، نلمس مظاهر احتفاء دبي بأبطال التحدي، فكلهم يحلون في القلوب وبين حدقات العيون، لأنهم أبطال الغد وصناع المستقبل الذي يتطلع إليه كل من يحب الخير لهذه الأمة، وكما يأمله لها راعي التحدي الذي أطلقه إيماناً منه بأنها تستحق الأفضل والأجمل، وما استعادة حب الكتاب وممارسة فعل القراءة بفهم وإدراك وحب وشغف سوى أول خطوة على الدرب و«الأرض ستبقى عربية».