ذات مرة وجدت نفسي مضطراً لتقديم مثال لإداري «متمرس» حول فارق النظرة بينه وبين إعلامي يقوم بواجبه بما تتطلب مهنته أحياناً، فقلت له ربما يقوم هذا الإعلامي بوضع بصمته على نظام الدخول والخروج لديك، ويخرج للجلوس في مقهى مجاور، فترى فيه مثالاً للموظف «المتسيب»، بينما يقوم آخر بوضع بصمته ويجلس متقوقعاً في مكتبه حتى نهاية الدوام الذي يمضيه بين قراءة الصحف وإراقة القهوة والشاي وترى فيه نموذجاً للموظف الملتزم، بينما الأول ربما كان على موعد مع مصدر إخباري مهم يزوده بسبق صحفي مدوٍّ، وهذا مجرد مثال للفرق بين نظرتين، وتسبب تضخم الكادر الإداري في مؤسسات إعلامية عدة على حساب الفئات المنتجة، مما أدى إلى أختلال المعادلة، وأفرز وجود مساعدين إداريين يفوقون بأضعاف الفئات المنتجة في وضع يقود للمزيد من التعقيدات الإدارية لرسم دور لكل عنصر في جيش جرار من الإداريين «البيروقراطيين» في زمن الإبداع!! استعدت تلك الصورة بينما كنت أتابع كلمة معالي الدكتور سلطان الجابر وزير دولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام أمس الأول في منتدى الإعلام الإماراتي بدبي، وهو يطلق دعوته لأقسام الموارد البشرية في المؤسسات الإعلامية بألا تقف في طريق الإعلامي الإماراتي المبدع. كانت كلمة شاملة عبرت عن تعامل إيجابي تفاعلي في الأداء يحرص عليه معاليه، وتحرك دائماً المياه الراكدة دون أن يُسمح بتسيب في العمل، المرفوض من قبل الجميع. جلسات نوعية ناقشت قضايا الساعة على الساحة الإعلامية الإماراتية وتواكب تطلعات القيادة الرشيدة لصنع إعلام المستقبل في وطن يسابق المستقبل دوماً، وتنطلق قيم وثوابت استراتيجيته الإعلامية من نهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما أكد معاليه في كلمته. ثوابت تشدد على الوحدة الوطنية والتلاحم الوطني وتتصدى لقوى الشر والظلام والتطرف والإرهاب. وهذه سانحة لتوجيه الشكر والتقدير للزميلات والزملاء في نادي دبي للصحافة على حسن التنظيم والإعداد للمنتدى في دورته الرابعة، والصورة التي ظهر بها في حشد أصحاب الرأي والكلمة والفكر في الإمارات تحت سقف واحد، وتحت مبدأ واحد بأن «الإمارات خط أحمر» برعاية كريمة من لدن فارس الطموح وعاشق المركز الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.