ليست مشكلة أن يتعلم الفرنسي زين الدين زيدان الإنجليزية هذه الأيام، حتى لو كان ذلك متأخراً، لكن الأزمة في مورينيو، الذي ينظر الكثيرون إلى زيدان كبديل مثالي له، لقيادة الشياطين الحمر، الذين باتوا في موقف لا يحسدون عليه تماماً، بهبوطهم إلى المركز العاشر في البريميرليج، وخروجهم من كأس رابطة المحترفين، والهزيمة أخيراً أمام وست هام يونايتد بثلاثية في الجولة السابعة للدوري، والأهم المشاكل التي تدب في صفوف الفريق، وأبرزها أزمة المدرب مع بوجبا أحد أهم اللاعبين في صفوف الشياطين.
ربما لولا الشرط الجزائي الكبير في عقد مورينيو، والعشرين مليون يورو، لما قضى المدرب البرتغالي تلك الفترة في صفوف «المان يونايتد» الذي لم يتعود تراجعاً بهذه الصورة الأقرب للسقوط.
يبدو ما قاله ريو فرديناند نجم مانشستر السابق عن أزمة مورينيو مع بوجبا منطقياً، فهو يرى الأمر أكثر من سوء فهم بين مدرب ولاعب.. فرديناند يرى أن لاعب الوسط الفرنسي يعبر عن سخط الكثيرين من عناصر النادي تجاه قرارات المدرب.. بوجبا لا يعمل بمفرده وإنما يتحدث بالنيابة عن الآخرين.
حين تكون النتائج سيئة.. كل ما حولك سيكون سيئاً أيضاً، ويبدو أن مورينيو فقد الكثير من إمكانياته وحضوره، وهو الذي كان يوماً ملء السمع والبصر، لكن دوام الحال من المحال، وأزمات المدرب البرتغالي ليست مع بوجبا وحده، وسخريته الأخيرة من مدافعيه جونز واريك بايلي بعد الهزيمة من ديربي كاونتي بركلات الترجيح والخروج من كأس إنجلترا، أظهرت أن الأمور ليست على ما يرام بينه وبين كثيرين، وامتد السخط إلى إدارة النادي، التي قد تضحي بمورينيو في أي وقت.
سحب شارة القيادة من بوجبا سيعمق الأزمة أكثر، وهو بالقطع ليس حلاً لمشاكل اللاعب ولا مشاكل يونايتد الكثيرة، وإذا كان بوجبا يفتقد اللباقة ويبدو متعجرفاً، إلا أن لاعباً بحجمه من الطبيعي أن يلقي موقف فريقه بعبء ثقيل على كتفيه، ولعل ذلك هو ما دفع المدرب الفرنسي ديديه ديشان لمساندة لاعب بلاده والإشادة به، والتأكيد على أن عطاء بوجبا لا يتمحور حول نفسه، وهو ما يعني أن سقوط «مان يونايتد» بهذا الشكل يضع اللاعب في منطقة السخط والضجر من المدرب، لاسيما إن كان بوجبا يرى أن مورينيو سبب مباشر فيما يحدث للفريق الكبير، الذي عليه أن يؤدي كرة تنحاز أكثر للهجوم.
لا شك أن قرار الاستغناء عن مورينيو صعب، فالتوقيت ليس مناسباً على الإطلاق والإطاحة به ستكون بداية لفترة من عدم الاستقرار ليست في صالح الفريق والعمل على تغيير تكتيكه الدفاعي من جديد، إضافة إلى شرط الـ20 مليون يورو، لكن فريقاً في حجم مانشستر قد لا يعبأ بكل هذا، وعندها قد يكون هناك داعٍ لأن يتعلم زيدان الإنجليزية.
كلمة أخيرة:
كرة القدم بلا قلب ولا عقل ولا تاريخ.. هي بنت اللحظة والنتيجة.