- مع إشراقة كل شمس، ثمة شعاع من نور، يقرع أبواب الجميع، يدعى الأمل، قليلون من يفتحون له الباب، ويدعونه يمر! - خلف الحزن الرمادي، وغبش الدموع، ثمة ظل يقف خلفك، هو كالنسمة، لا تدرك خفته، يدعى الأمل، غير أن قليلين من ينظرون خلفهم تلك اللحظة التي تشبه الكحل في عيونهم! - بعد تعب الأيام، وصبر الانتظار، يلوح في الأفق شيء بادٍ، يشبه الغمامة الباردة، تحركها الريح، يريد أن يعم بالخير، لكن الكثيرين كانوا يسابقون تلك الغمامة، وهي تنثر رذاذها خلف أقدامهم الحافية الراكضة، ليتهم وقفوا قليلاً، وانتظروا الأمل! - تبتلي الحياة الناس بأمور تثقل قلوبهم، وتهد أجسادهم، ويتعلقون ببصيص أمل، يظلون ينتظرونه أن يأتي، ولا يأتي، الصابرون قليلون، والهاربون بأشجانهم لا يحصون! - تصاب المرأة بمقتل حين لا تكون أنثى، كما تشتهي الطبيعة، وكما تحب أن تكون تلك المخلوقة لإعمار الأرض، وحين ينطفئ آخر شعاع من الخلق، تبقى باكية، تزور الأضرحة والمبرات، والمشافي، غير أن هناك أملاً لم تنسه في الصلوات! - نقترب أحياناً من الحتف، ونقول النهاية، ولا نرغب في الوداع، منتظرين أمراً سماوياً آتياً من حجب الغيب، ليلقي السلام، ويدثرنا بالسلامة، فيأتي شيء يشبه الأمل، ويحمل الرحمة! - أحياناً يسيّرك العمى، فلا طريق، ولا هدى، وحين تكلّ الأقدام، وتفقد البصر والبصيرة، تقلّب وجهك في السماء، تستمطر الدعوات، فيأتي شيء مثل خفقة جناح ملك، فيرتد إليك بصرك، ذاك هو الأمل! - حين تقلب لنا الحياة ظهر المجن، نفكر في البعيد، وننسى القريب، ذاك الذي يحاذي الكتف، ويحمل لنا البشارة دوماً، ذاك اللامرئي هو الأمل! - لا شيء يجفف دمع العين، إلا شهقة الأمل! - قليلون من يقولون لأنفسهم حين يخلدون لمخدة الأحلام، تصبح على أمل! - أحياناً تمشي في طريق، وتقول لك نفسك: جنّب هذا الطريق، واتخذ سبيلاً آخر، ولا تدر بسؤال النفس، وحين تنظر لموطئ قدميك ماشياً، تجد عملة ضائعة، لا تكون في حاجة لها، لكنها تدخل شيئاً جميلاً من الأمل في الصدر! - أن تفرّح عجوزاً، أو تعضّد شيخاً أو تلقي شيئاً من الستر على امرأة أو تنتزع ضحكة من صغير، أليست من علامات الأمل! - الأمل قد نصنعه، وقد يلوح لنا، وقد يكون مختبئاً هنا أو هناك، هو أمر غال، ويريد دائماً من لا يتعب، ومن يدرك، ومن يبصر! - يطير الطير والرزق مصروراً في جناحه، لكنه لا يكل من السعي، فيغدو خماصاً، ويعود بطاناً، فرحاً بمسار الأمل! - البعض لا يدرك أن الأمل في العمل!