إذا حضر العين والوحدة، رأيت هذا الذي رأيت أمس الأول.. تلونت الملاعب بأزهى لونين، البنفسج والعنابي، ورقصت القلوب، وعلت أهازيج النصر.. إذا حضرا ستشعر أن كل من كان هناك قد فاز، وأنت أولهم، فالكلاسيكو الإماراتي ليس مناسبة للكرة وحدها، لكنه طقس من طقوس الحياة. إذا حضر العين والوحدة.. يصبح ممكناً أن يعود ما افتقدناه منذ سنوات، حتى لو رأيناهما قبلاً على غير سجيتهما.. يحضران في الوقت.. يعلمان أنهما من كوكب كروي مختلف.. يعلمان أنهما جناحا الفرحة والأمل.. مثلهما كما هو حال كل الكبار في دورينا، حين يعودون يمنحون الدوري ما يريده.. حين يعود الكبار يعود الدوري. إذا حضر العين والوحدة، توقع الاستثناء، وتوقع أهدافاً نادرة وعبقرية كهدف محمد أحمد الذي اقتنص السعادة من «أصحاب السعادة» وأهداها للزعيم بهدف يستحق أن تشاهده أكثر من مرة، وأن يبقى خالداً في ذاكرة دورينا، وأنهى به عقدة العيناوية في استاد آل نهيان، بتحقيق فوز غال دام انتظاره قرابة تسع سنوات. إذا حضر العين والوحدة، ستتفاجأ أياً كان انتماؤك بأنك تحب الاثنين وتقدر الاثنين، ولا تنظر للنتيجة باعتبارها فوزاً وخسارة.. ستراهما يستحقان معاً الفوز، إن لم يكن لشيء فلأنهما قدما هذه السيمفونية الرائعة التي ربما لم يشهدها دورينا منذ انطلاقة دوري المحترفين.. كانت المباراة من عالم المحترفين، لكنها بطعم ولون وإثارة أيام الهواية الجميلة. إذا حضر العين والوحدة، تغير لون المدرجات، وتزينت لزوارها، وكسرت حواجز الأرقام، فوجدنا أحد عشر ألفاً احتشدوا ليؤازروا الفريقين، ليطل السؤال: لماذا تغيب الجماهير كثيراً وتحضر هنا.. لماذا تلك هي أعلى الجولات، وربما لو كان الملعب يتسع للمزيد لحضر المزيد.. الجمهور يعرف ويسعى إلى ما يريد.. الجمهور ذواق وطالما توقع المتعة لن يتركها.. اصنعوا كرة جميلة، وسيصبح كل ما حولها جميلاً. إذا حضر العين والوحدة.. لا تتوقع ولا تحاول أن تتوقع، فلتلك الملاحم حساباتها الخاصة.. خاضها العين وكان أكثر المتفائلين في صفوفه يريدون التعادل، خاصة أن الفريق دخل اللقاء دون ثنائي الهجوم دوجلاس وبيرج، بالإضافة إلى مهند سالم ومحمد عبدالرحمن، ولكن متى كانت المباريات تحسم هكذا.. في حضرة الكبار تطل المقاييس الخاصة، لتصنع كل تلك الإثارة التي رافقت المباراة من البداية إلى منتهاها. مبروك للعين هذا الفوز المهم الذي قد يكون فارقاً في مسيرته هذا الموسم، ومبروك للوحدة هذه الصورة الرائعة التي أهداها للدوري والأداء الممتع الذي تناغم مع كل ما حوله، ليرسم الفريقان صورة رائعة امتدت من المدرجات إلى البساط، فكانت أبهى من حسابات النقاط. كلمة أخيرة: كل ما يأتي من الكبار.. كبير