لا علاقة للكرواتي لوكا مودريتش، بأخطاء الفيفا التي شابت حفل توزيع جوائز الأفضل في العالم بكرة القدم أمس الأول، لأنه في كل الأحوال يستحق.. يستحق أن يكون أفضل لاعب في العالم، وأن ينهي -لأول مرة منذ عشر سنوات- احتكار النجمين الأفضل كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي للجائزة.
استحق اللاعب الملقب بالطائر، جائزة قدم كل ما يستطيع من أجلها، وساهم في صناعة مجد لفريقه ريال مدريد، ولبلاده كرواتيا، التي وصلت إلى نهائي كأس العالم الأخيرة، بفضل جيل، كان مودريتش بالنسبة له هو «الملهم» والعقل والقلب معاً.

كنا جميعاً - بالقطع- نتمنى فوز العربي المصري محمد صلاح بالجائزة، لكنني - دون شك- لست مع الحكم في هذه الأمور بالهوى والمحبة.. صلاح أبدع في الموسم الماضي وقطع شوطاً كبيراً في سماء النجومية، لكن الاختيارات لا يجب أن تخضع أبداً لعنصرية، ولا شك أن ما حققه مودريتش كان مذهلاً وفارقاً وأننا في قرارة أنفسنا كنا في انتظار أن يعلنوا عن «الطائر الكرواتي».

وإيماناً بذلك، لا يجب أن نجلد الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر السابق لأنه لم يختر صلاح، وصوت لثلاثة غيره، والحقيقة أن المنصفين، سيرون للرجل الحق، فمسيرة صلاح مع كوبر يمكن اختصارها في المونديال.. هو لم يكن مدربه في ليفربول، وبالتالي إذا ما تذكر «كوبر» المونديال وحصول «الفراعنة» على لقب الأسوأ في المونديال، لن يتحمس كثيراً للذكريات السيئة ومن صنعوها.
وطالما نحن «نتفلسف» بتجرد وحيادية غيرنا وندلل بما فعله ميسي «الغائب» عن الجائزة، والذي اختار رونالدو من بين الثلاثة الأفضل، فلنكن كذلك أيضاً فيما يخصنا، وصلاح لا يزال أمامه مشوار طويل، بإمكانه أن يضيف فيه الكثير من الجوائز، كما أن جائزة بوشكاش لأفضل هدف التي حصل عليها، ووجوده ضمن أفضل ثلاثة لاعبين بالعالم، ليس بالأمر الهين، وإنما هو نصر عربي رياضي يدعو للفخر وللاحتفال.
بقيت أخطاء الفيفا، والتي أدان بها نفسه، حين اختار تشكيلة العام، واستبعد منها البلجيكي تيبو كورتوا الفائز بجائزة أفضل حارس مرمى، كما استبعد منها محمد صلاح، ولا أحد يدري كيف تستبعد أصحاب الصدارة والعرش من التشكيلة الأفضل، إلا إذا كان الأمر تشوبه المجاملات، فمن لم يحضر هنا، جاملناه هناك.
في ظني أيضاً ورغم «مدريديتي» إلا أن ميسي ما كان له أن يغادر القائمة القصيرة للترشيحات، فطالما ميسي يلعب لابد وأن يظل «تحت الشمس».

كلمة أخيرة:
فوز مودريتش انتصار للإنسانية.. اللاجئ والطفل البائس.. أخيراً وجد في الدنيا ما يستحق كل هذا العناء.