تطير الطيور بأرزاقها، وتحلق الأحلام بإرادتنا، وترتقي العقول بسمونا، لا أماني بلا أحلام، ولا أحلام بلا أمل، نحلم ولا ننام، فالأحلام لا تسكن المنام وتراها أعيننا في الظلام، نبحث عنها في أنفسنا، تأخذها الموجه وتقذفها الأخرى، تتأرجح، وتستند على جذع تلك الشجرة، تنظر إلى السماء وإلى الأرض تغوص المحيط وترتوي بالهواء وتتنفس بنا، وتختنق منا، هناك من يبحث عنها في أعين الآخرين ويسرق أحلامهم ويعيش بها ولا يحيا. تختفى ويظهر لنا طيف ينادي من بعيد هناك حلم يتلاشى، تنتعش الروح ويعود النبض نعم هناك حلم اسمعه بقهقهات الأطفال وأصواتهم .. نعم هناك حلم يرسمه هذا الفنان وتحكي عنه زخات المطر، مطر مطر الأرض خضراء والأحلام تزدهر من جديد، الفراشات والربيع والهواء والماء، مروج وأنغام العصافير وأصوات من الحياة والرغبة في البقاء داخل قصور الأحلام تسكن أرواحنا. نحلق ولا نحلق بأحلامنا..نزاحم تلك النجوم ونبحر على ظهر الغيوم…نفقد الإحساس بجاذبية الأرض ولانرى آثارنا مطبوعة على سطح البحر، نحلم ونغرق في أحلامنا ونعيش ونحيا بها لأنها جزء منا تكبر بنا ونحيا بها. نسيج من الأحلام صنع كل هذه التقنيات من حولنا، كم هائل من الخيال رسم لنا ملامح اليوم بكبسة أو لمسة تنجز معظم أمورنا. حلم …هذا المهندس وذلك الطبيب وتلك المصممة، حلم تحول إلى واقع يحتوي الجميع، كل شيء بدأ حلم وخيال وأمنية الطيران والهاتف والانترنت والفضاء ورسم واللوحة وإلخ.. بالأحلام نصنع المعجزات ونجتاز المعضلات. بالأحلام نحيا قصصاً لا نراها أمامنا، نصدق كأطفال أن هناك «سنافر» والأميرة وسبعة أقزام وأن هاري بوتر الساحر العبقري وأن «سوبر مان» الرجل الخارق موجود وأن «رجل العنكبوت» مازال يتسلق الجدران…وغيرها من القصص التي تحاكي الخيال لدينا والحلم لدى مؤلفيها. نحلم ونعيش..لنحلم ونحيا…يقول جورج برنادشو «أنت ترى أشياءً تحدث وتقول : لماذا ؟ لكنني أحلم بأشياء لم تحدث بعد، وأقول : لم لا ؟» لا حدود للحلم ولا حدود للخيال كلاهما يعملان معا كلما اتسع ادراكنا اتسع خيالنا وحلقت أحلامنا. لكل منا حلم، وربما أحلام بعضها كبرت معنا وبعضها كبرت بنا، «ابن حلما، وسوف يبنيك الحلم» هكذا قال روبرت شولر، لنتمسك بأحلامنا ولنطلقها في الفضاء ليضج العالم بالأحلام والأماني وليكون الواقع حلماً. ameena.awadh@admedia.ae