عند بعض النساء أحلام الليل لا يمحوها النهار، بل هي النار التي تلهب العلاقات الزوجية وتسوطها بعصا الخلافات، والشك والوساوس والهواجس. بعض الأزواج يعانون تشظي هذه الجرثومة وانتشارها كانتشار النار في الهشيم، ما يجعل الأزواج يبحثون عن مبررات وأسباب هذه الشكوك، فلا يجدون غير الإحساس بالإحباط والقنوط والشعور بالأسى، فمتى ما شكت الزوجة، فإنه يشعر بتكسر أواني القلب وتحطم زجاج النفس، ودخول هواء فاسد إلى الروح، ما يجعلها تعاني الإحساس بالعدمية وعبثية استمرار علاقات كهذه.
نعترف بأن المجتمع انفتحت علاقاته الاجتماعية ودهمته ثقافات مختلفة، ما أصاب النساء الكثير من الريبة جراء خروج أزواجهم، وبعض الأحيان تأخرهم في العمل أو في جلسة مع الأصدقاء. والزوجة الواعية والمتماسكة نفسياً تعرف أن الزوج إنسان من لحم ودم، هذا الإنسان قد تربطه علاقات جادة أحياناً في مكان عمله مع الزملاء أو المديرين، لذلك فإنه بخروجه من المنزل ينشد راحة النفس في استراحة معتبرة، بل إن الزوجة المتعافية نفسياً تعرف أن راحة الرجل تنعكس فوراً على سلوكه في الأسرة، وبالتالي فإن من تجني هذه السعادة هي الزوجة، فإذا ما خلطت الزوجة الأمور وتشابكت لديها الخطوط العصبية، فإنها تحول السعادة المنشودة إلى تعاسة ونكد وكدر لا يمكن الخلاص من هذه الشوائب إلا ببذل الجهود المضنية وأحياناً قد لاتجدي الجهود، بحيث إن الإناء الذي انكسر لا يمكن تجبيره. ولو عرفت الزوجات أن أحلام الليل والوساوس لاتأتي إلا نتيجة لضعف شخصية المرأة، وعدم ثقتها بنفسها، مما يسبب لها مثل هذه الأمراض النفسية، ويجلب لها الأحلام المفزعة، ولو جربت الزوجات أنهن لو غيرن من هذه الطرائق المخلة بالعلاقة الزوجية وفكرن في استقبال الزوج بابتسامة مشرقة وكلمة رقيقة وتصرفات تحيي العظام حتى وإن كانت رميماً، لو فكرن أن يتخلصن من الجفاف العاطفي والجفاء في التعاطي مع الزوج، لو فكرن بذلك فإن المنحرفين سيعتدلون، والأسوياء سيكونون أشباه ملائكة، فالرجل طفل كبير بحاجة إلى الحب قبل مجابهته بالأسئلة الملغمة، والمفعمة بالأحاسيس الجافة كأعشاب الصحراء العجفاء.
الرجل طفل كبير يحتاج إلى الدفء وإلى الحنان وإلى إشعاره بأنه مهم وأن لا حياة من دونه. الرجل طفل كبير، فعلى النساء أن يناغينه بأناشيد الصباح وأغنيات الليل. لو فعلن ذلك فلن يجدن غير أزواج طائعين ضارعين صاغرين، لا تزوغ عيونهم إلى هناك أو هنا، ولو فعلن ذلك، لارتاحت المحاكم من حالات الطلاق البغيضة.


marafea@emi.ae