هامة المجد والوجد، هامة الوعد والعهد، هامة السد والصد، هامة الند للند، وهما الضد للضد، هامة هيفاء خطها السواء والاستواء، على صراط الحقيقة متألقة بارقة متأنقة، معانقة السماء بكل ضياء وبهاء وصفاء، هامة الإمارات التي يضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دوماً، تاجاً ومنهاجاً وسراجاً وهاجاً، وابتهاجاً بهذا المقام والقامة، والعلامة والشامة، والقوة المستدامة. هامة المجد، إمارات هي الوردة اليانعة إن نعتوها، أو وصفوها، تبقى دائماً فوق الوصف، وفوق القذف وفوق التجديف والتحريف والتجريف، لأنها الإمارات التي نبتت من روح زايد الخير، ونفح خليفة الوفاء، ومحمد القامة الشم، وسحابة الولاء.. هذه الإمارات، ينشد لها العاشقون، ويرفعون الصوت عالياً، في وجه الريح وكل قادح فادح جارح مستبيح. الإمارات هي النخلة التي ظللت، والسحابة التي أمطرت، والزهرة التي عبقت، والصحراء التي سابقت الجياد نحو المجد، وتماثلت مع النوق صبراً وجلداً وسؤدداً، الإمارات إن جار معتد أثيم أو نمام عديم، تقف دوماً شامخة راسخة، باسقة سامقة، يانعة رائعة، مبدعة مترعة، جزيلة أسيلة، قوية عتية، وما الناعتون سوى غربان ناعية، في عراء ضحالتها وشحها واضمحلالها. الإمارات، عندما يلمسها غاصب، أو غاضب، أو راغب في التدنيس إنما هو إبليس رجيس، قلبه من جمرات الحقد أصبح رمادا وعقله عاث فيه الفساد، الإمارات هي هكذا، لا تركع ولا تخنع لكل من أراد الإساءة، لأنها كالشجرة الطيبة جذرها في الأرض، وفرعها في السماء، ومن يطال السماء إلا النجباء والنبلاء الذين جعلوا من تراب الصحراء سجادة خضراء، يمارس الطير الشادي على مخملها، نفرة الحياة.. ومن أجل الحياة تقف الإمارات نداً عنيداً صنديداً، في وجه طيور الظلام، والذين يقتاتون من زبدهم، ليذهبوا جفاء في مزبلة التاريخ.. الإمارات القوة الدافقة المتدفقة باتجاه السؤال الإنساني، نحو كون نظيف عفيف شفيف، نقي من شوائب الحقد والكراهية، صافٍ من حملة بنادق الموت والعدم.