الدراسة الأخيرة التي أجريت على المواطنين الكرام، أكدت أن ثمانين في المائة منهم يعانون نقص فيتامين «د»، وأنهم أصابوا بالعدوى بعض المقيمين العرب بالذات، أما الأجانب فكل البحار والشواطئ والألعاب البحرية والسفاري، والتزحلق على الرمال، هي لهم، ويستمتعون بوقتهم أكثر منا، ويستغلون كل ما هو متوفر ومباح لهم، أما المواطنون الكرام فتجد الواحد منهم يوقّف عند المسجد، ويجلس في سيارته يستمع لخطبة الجمعة، ولا ينزل منها إلا عند إقامة الصلاة، وتجده أيضاً يصفّ سيارته عند باب البقالة، ويزمر للعامل أن يحضر له مشترياته، والكورنيش يذرعه بسيارته الفارهة، إما سريعاً يسابق الريح، وإما سوق على مهلك سوق، لأن هناك سيارة صغيرة من النوع النسائي، والحبيب يحب يتعرف، ويحب أن يعرف إذا كانت البطاقة الصحية «ضمان» والا «ثقة»، يظل مثل عصفور الجنة في البَرَاد طوال اليوم، رغم أن شمسنا ساطعة شتاء، حارقة صيفاً، طبعاً انسوا فصلي الخريف والربيع، لأن في حياتنا التي قاربت الآن عمر حياة الفنان «توفيق الدقن»، لم نرَ ربيعاً، غير ربيع زمان، وربيع الطفولة، وربيع المدرسة، أما الخريف الذي من مزاياه تساقط الأوراق الصفراء، فورق شجرنا مصفَرّ، وإن تساقط، ولا شيء سيحييه، ولن ينقض ثانية، المهم نعود لنقص فيتامين «د» عند المواطنين الكرام، والذي يؤثر كثيراً في الجسد، ويخربط وظائفه، ولا يدري الإنسان ما هو السبب، فيظل يشك في شبابه الذي لم يقضيه في أعمال البر والتقوى، ويظل يشكك في نوعية الأطعمة والأغذية التي تباع في المحلات الأرضية الكبيرة، والتي يشحن ويسوق منها في هالعربات، والتي سيضطر لأن يدفع عليها ضرائب بعد شهرين، المهم من يسمع بنقص فيتامين «د» يسرع للصيدليات، ويغفّ من هالمضارب، وهالفيتامينات التي بعدد الحروف الأبجدية، والمكتوب عليها أنها طبيعية، ولا يدخل في تركيبتها أشياء كيماوية، لكي يشعر الذي يتوزاها ويَصرِط منها أنها لن تؤذيه، وحين يعرف أن الموضوع يخص الشمس، يعجز عن أن يتعرض لها، حتى أن الأوروبيين يصابون باكتئاب الشتاء، لعدم ظهور الشمس، وينصحهم الأطباء بتناول بعض الأدوية، وبشراء مصابيح كهربائية خاصة، يمكنها أن تعوض بعضاً من أشعة الشمس المصدر الرئيس لفيتامين «د»، وعندنا زمان وحين لم يكن الطب موجوداً، كان الناس البسطاء يعزونه إلى أن الشخص داس على رأس جني حَزّة المغيربان، وأن الشخص المتبريد، وبلا عافية ولا نشاط فيه، مردّه إلى أن جنياً كفخه، لذا لا تستهينون بنقص فيتامين «د»، ولا تعوضوه بأدوية الصيدليات ما دام عندنا الشمس ساطعة طوال العام، كل الذي عليكم أن ترفعوا عن سواعدكم، وتسرحوا أكمام أثوابكم، لتصلي الشمس أكتافكم، وليس رؤوسكم، لأن ضربة شمسنا في الرأس، ما ترث إلا الجنون، وشيء أخير يجب أن تعلموه وتعملوه أيها المواطنون الكرام، وهو؛ فائدة لَبْس «المقصر في الوطر الأولي».. وتسلمون!