كثيراً ما أتساءل: ما الفارق بين لاعبينا وغيرهم من لاعبي العالم.. لماذا الهوة سحيقة بهذا القدر والفارق شاسع إلى مدى لا يمكن تخيله في بعض الأحيان، وكأننا نقارن بين إنسان وكائن فضائي، أو بين «سوبر مان» وبقية البشر.. لماذا نكتفي باستثناء قد يأتي أو لا يأتي كل عقد أو قرن من الزمان؟
ألح التساؤل أكثر، يوم أحرز كريستيانو رونالدو نجم منتخب البرتغال وفريق اليوفنتوس، هدفه رقم 700.. نعم سبعمائة.. بمعدل هدف كل 112 دقيقة، وفي 47? من المباريات التي لعبها.. أحرز 94 هدفاً مع منتخب بلاده، و118 مع مانشستر يونايتد، و451 مع الريال في إسبانيا و32 مع اليوفي، حيث يلعب حالياً، وخمسة أهداف في بداياته حين كان يلعب مع سبورتنج لشبونة.
أنا مقتنع تماماً أنه لا فارق بيننا وبينهم، سوى أنهم يحبون ما يفعلون حقاً، ويخلصون له إلى أقصى درجة.. هم لا يزيدون عنا بيد إضافية ولا أذن أو عين ثالثة، لكنهم يعرفون ما يفعلون ويقدمون كل ما يحتاجه لإنجازه على أكمل وجه، بينما الأمور لدينا وأعني في أمتنا مختلفة.. ربما يقبع في آخر القائمة العمل.. بإمكانك أن تكون الأول وليس شرطاً أن تعمل، وفي الملعب هنا، ربما تسبق المادة ما سواها، وتقريباً ما يحصل عليه نجومنا من ملايين، ربما يفوق ما يسجلونه من أهداف.
بعد الإعلان عن «سبعمائة رونالدو»، الذي شارك في 973 مباراة في 12 مسابقة مختلفة، حاولت أن أعرف أين يقع النجوم العرب في تلك القائمة، فلم أجد أحداً منا في قائمة طويلة ضمت 28 لاعباً أحرزوا 500 هدف أو أكثر، بدأت القائمة بالنمساوي جوزيف بيسكان الذي يحتل صدارة الهدافين عالمياً بـ805 أهداف، ثم بيليه صاحب الـ779 هدفاً وروماريو البرازيلي والمجري بوشكاش والألماني مولر، ثم رونالدو السادس، وانتهت القائمة بجيمي غريفز وفرينيك بيني.. لا أحد منا فيها.. نحن نقرأ فقط، ونصفق ونتداول أخبار أولئك الفضائيين.
ينتهي الموسم في أحد الدوريات العربية، وقد لا يحرز رأس الحربة في النادي البطل عشرة أهداف، ويعتزل دولياً ولا يسجل هدفين أو ثلاثة مع منتخب بلاده، ورغم ذلك يتحدث -حين يتحدث- وكأنه من كوكب آخر، فيحكي -وهو النجم- عما قدم لبلاده وما فعل من أجلها، ومن أجله نبتكر المسميات، فنقول نادي المائة، والهدف الذهبي والماسي، ويصدمنا لاعب مثل رونالدو، فنعرف أن هناك أرقاماً بعد المائة، وغير العشرة، وندرك أن الأهداف ليست عملة صعبة إلا عندنا، والفوز ممكن والبطولات متاحة، لكن الأهم من يأتي بها.

كلمة أخيرة:
اللعب في أوروبا مهمة جادة.. اللعب لدينا «ضحك ولعب وحب».