مع احترامي لكل القرارات، وكل الاستراتيجيات، وكل الاجتماعات وكل مهمات السفر الخارجية، وكل التصريحات والوعود والتعيينات والإقالات.. مع احترامي لكل حالة الجدل التي تعيشها رياضتنا، ولكن قرار إعادة الألعاب الجماعية للأندية التابعة لمجلس أبوظبي الرياضي هو أهم من كل ما ذكر.. أهم من حالة الجمود التي نعيشها.. وأهم من فوضى التصريحات التي تمر علينا، وأهم من كومة الأعذار والتضليل التي نسمعها ونراها في بعض ممرات وأزقات رياضتنا.
هي ليست «صدقة» ولا يمكن أن نعتبرها «منّة» وفضلاً من الأندية، وهي ليست فكرة مبتكرة خارج الصندوق، بل هي إعادة لحقوق الأبناء والشباب الذين يريدون ممارسة أي نشاط غير كرة القدم، فهل لو كانت لديك مهارة أو حب أو شغف أو ميول لكرة القدم عليك أن تجلس في البيت أو «تحوط» في الشوارع و«السكيك» والفرجان، لتكون عرضة لأي عامل من عوامل الضياع والخراب ومضيعة الوقت في أمور لا داعي لذكرها هنا، وحين تسأل عن الأندية.. تجدها غارقة في هموم الدوري وورطة العقود!
قرار مجلس أبوظبي الرياضي بإعادة الألعاب الجماعية هو بداية فقط.. فنحن لا نريد الاكتفاء بهذه القرارات وكأن الإنجاز قد تحقق.. والمهمة قد انتهت، بل نريد تفعيلاً حقيقياً، ونريد أن تتبنى الأندية كل المواهب وغير المواهب من عشاق الرياضة، فبعض الألعاب الفردية وبعض الممارسات المجتمعية قام المجلس بدعمها والاهتمام بها مثل «الدراجات الهوائية»، وغيرها من الممارسات التي يحث المجلس على القيام بها، وهي خطوة خارجة عن العمل الروتيني الذي اعتدنا عليه.
اليوم عادت الألعاب الجماعية، وعادت الحياة لمجموعة كبيرة من الرياضيين، مدربين وإداريين ولاعبين وغيرهم من العاملين، هذه العودة تمثل لواقعنا نقلة مختلفة قد تعيد التوازن لرياضة عانت من التفضيل والخلل لسنوات طويلة، وحان دور نشر العدالة من ناحية الاهتمام والدعم والتغطية الإعلامية وتسليط الضوء على تلك الألعاب، ولكن قبل كل ذلك يجب أن نعرف ما هي الحقوق الواقعية لكل الألعاب سواء الصالات أو كرة القدم أو غيرها ونبحث عن طرق تجعل الأسر وأولياء الأمور لا ينظرون لهذه الألعاب بنظرة شفقة لأن كل من في الساحة قد قلل من شأنها وقيمتها والاهتمام بها.
وبما أن المجالس باتت جزءاً من الهيئة في قراراتها وأفكارها واستراتيجيتها، فعلى مثل هذه الخطوات أن تكون معممة على كل من منعته الظروف لاتخاذ قرار إلغاء وتصفية ألعاب ورياضات اشتهرت بالشهيدة والمرحومة والمنسية، وحان دورها لتعود إلى الحياة والأمجاد والأضواء.
كلمة أخيرة
أكثر من 2000 رياضي عادوا إلى أنديتهم بعد هذا القرار، كانوا ضحية عقد مدرب ومكافآت لاعب.. تخيلوا !!