عندما قابلت هذا الشاب الإماراتي للمرة الأولى كان متحمسا بشكل كبير لصناعة السياحة والسفر، كان يتكلم ويفكر بسرعة وينتقل من حديث إلى حديث بشكل أسرع، وقلت في داخلي إن هذا الشاب إما أن ينجح نجاحاً كبيراً، أو يفشل فشلاً كبيراً، فأمثاله في هذه الحياة لا يصلح معهم أن يعيشوا في منطقة الوسط..! هو علي آل سلوم، الذي نشاهده في الجزء الثاني من البرنامج السياحي «دروب» والذي أخذ من كلمة «لتعارفوا» التي ورد ذكرها في القرآن الكريم منهجاً لبرنامجه، ويجوب العالم ليتعارف ونتعارف معه على شعوب العالم البعيدة. برنامج دروب يقدم نهجاً مختلفاً عن كل البرامج السياحية التي شاهدناها من قبل، والتي تكلف بعضها الملايين دون أن نستفيد منها، بل استفاد منها مقدموها وصانعوها أكثر من المشاهدين، وضيعوا الأموال على مشاهد تافهة ومعلومات ضحلة..! أما برنامج دروب الذي يقدمه الشاب الإماراتي علي آل سلوم، فهو ينبع من إيمان بفلسفة السياحة، والنابعة من إيمان بحكمة الله سبحانه وتعالى لخلق الشعوب والقبائل، لكل منها ثقافته. البرنامج بالفعل ممتع وشيق واستطاع أن يأخذنا إلى رؤية العالم من زاوية خاصة بنا، دون تقليد أو استنساخ لبرامج الغرب، ويقدمه علي بكل بساطة وهدوء وعفوية، بينما يبذل فيه جهداً كبيراً دون أن يشعرنا بذلك على الشاشة، فتشاهد الحلقة وأنت في راحة وهدوء ومتعة. وما قدمه علي في دروب قد يؤدي ببساطة أيضاً إلى أن العديد من الناس قد تقرر تغيير وجهاتها السياحية التقليدية، لتشاهد أماكن أكثر في هذا العالم وتتعارف أكثر مع شعوب وحضارات العالم. معرفتي بالإعلام وتقنياته ومشاكله، تجعلني أشعر بما يقدمه لنا علي آل سلوم هو وفريق العمل، والصعوبات التي تواجههم لنرى في النهاية هذا البرنامج السريع البسيط الممتع، ولكنه يحمل كل مقومات النجاح، من فكرة وثقافة ومعلومات وصورة وموسيقى ومشاهد وألوان، تأخذك إلى عالم من البهجة.. هذه هي السياحة، وهذا هو الإعلام السياحي.. حياك الله يا علي.. وحياكم الله..