عندما نتحدث عن مشكلة المنتخب، تجدنا دائماً نبحث عن الحل السهل ونتجاهل الصعب، ولا نريد أن نجهد أنفسنا في التفكير، والتحليل السليم لأساس المشكلة، دائماً عندما يتعثر أي فريق لدينا نقلص من دائرة الأسماء، فنحن لا نبحث عن حل جذري ولكن عن كبش فداء، ومن أسباب عثراتنا الدائمة، وأزماتنا المزمنة، أننا عندما نتحدث عن مشكلة المنتخب، نترك الجميع ونطالب بإقالة المدرب.
الكلام نفسه الذي يقال عن زاكيروني اليوم قيل بالأمس القريب عن الأرجنتني باوزا، وفي الأمس البعيد قيل أيضاً عن مهدي علي، وكأن كل العناصر تؤدي عملها على الوجه المطلوب باستثناء المدرب، وقد يكون في الأمر شيئ من المنطق وبعض من الواقعية، نحن لا نستطيع إقالة اللاعبين، إذن فليكن المدرب هو الضحية.
هذا صحيح ولكن هل هو الحل السحري الذي سيقضي على كل مشاكلنا، ويعيد ترتيب أوراقنا، ويصحح أوضاعنا، لا بالطبع، «فالشق أكبر من الرقعة» ومن أجل إدراك ما فاتنا علينا أن نضاعف مجهوداتنا، وأن نتكاتف حتى نعوض الوقت الذي ضاع، وكل المنظومة مطالبة اليوم بإيجاد حلول حقيقية لمشكلة المنتخب فالوقت بات قصيراً، والشكل العام للفريق لا يبشر خيراً.
ليس هذا الوقت المناسب لتبادل الاتهامات، ولكنه للعمل، ومن المفترض أن يبدأ اتحاد الكرة بالتعامل الجدي مع مشاركة المنتخب في كأس آسيا التي سوف نستضيفها بعد أقل من 4 أشهر، والبدء في البحث عن حلول سريعة وفعالة وناجعة من أجل تصحيح الأوضاع الخاطئة، والوصول بالفريق إلى الجاهزية المطلوبة قبل انطلاق البطولة، وإعادة شحن اللاعبين معنوياً ونفسياً والوصول بهم إلى أعلى درجات الإعداد.
اللاعبون يمثلون الركيزة الأهم في المنظومة، ومن المفترض أنهم وصلوا إلى مرحلة عالية من النضج، فيدركون أن المسؤولية الملقاة على عاتقهم باتت عظيمة، فكأس آسيا التي ستقام هنا، ولو يدرك الجيل الحالي كم هم محظوظون أن تقام البطولة على أرضهم، وسط جماهيرهم، وأن الفرصة ستكون متاحة لهم لينقشوا أسمائهم بأحرف من ذهب، وعليهم أن يبذلوا قصارى جهدهم لتحقيق حلم وطن وفرحة شعب. على اتحاد الكرة أن يتحمل مسؤولياته هذه المرة، وأن يبدأ في العمل بالطاقة الاستيعابية القصوى، فهذه البطولة تمثل مفترق طرق في علاقتنا بكرة القدم، قد تكون الطريق التي يأخذنا إلى المجد واستعادة الثقة في اللعبة محلياً بصورة سريعة، أو تكون الطريق الذي يقودنا إلى النكسة والهجران والقطيعة.