قد يكون هذا الموضوع لا يهمكم، ولكن لو مرة واحدة تمعنوا فيه، في عام 1994 كان عدد الذين يمارسون لعبة الكرة الطائرة في أنديتنا ما يقارب 4200 لاعب في جميع الأندية ومختلف المراحل، وكان عدد الأندية التي تهتم للعبة 22 نادياً من أصل 24 نادياً مشهراً في الدولة آنذاك، وهي كالتالي: أبوظبي 4 أندية، دبي 5 أندية، الشارقة 5 أندية، عجمان نادٍ واحد ومثله في أم القيوين، ورأس الخيمة 6 أندية. كانت ميزانية الأندية الكبيرة والغنية وركزوا على كلمة «غنية» لا تتعدى سقف العشرة ملايين درهم هذا إن وصلت له أصلاً، وكانت هذه الموازنة لما يقارب 8 ألعاب جماعية وفردية، بما فيها كرة القدم بمراحلها السنية وبطواقمها ومدربيها ومعسكراتها، وغيرها من الاحتياجات. اليوم في 2017، عدد الأندية المشهرة في الدولة 34 نادياً، عدد الأندية التي تمارس لعبة الكرة الطائرة 12 نادياً، عدد الفرق التي تلعب دوري الكبار 8 أندية وأصلاً هذه المسابقة ليس فيها نظام هبوط، الأول يأخذ الدرع والأخير يبقى كما هو! معدل أعمار لاعبي الفريق الأول في دوري كرة الطائرة 35 سنة، وهناك لاعب واحد وصل إلى الخمسين عاماً وهو أسطورة اللعبة خالد محمود ولا يزال يلعب «اللهم لا حسد»ّ!.. ولكم أن تتخيلوا لعبة معدل أعمار ممارسيها في منتصف الثلاثينات. اقرأوا هذه المعلومة جيداً: عدد اللاعبين الذين تم تصعيدهم للفريق الأول من فرق الشباب في كل الأندية آخر خمسة مواسم 5 لاعبين فقط، أي بمعدل لاعب واحد في كل موسم من أصل 12 فريقاً يمارس اللعبة! عدد اللاعبين الحاليين الذين يلعبون الكرة الطائرة 1300 لاعب، وقبل 23 عاماً عدد ممارسيها 4200 لاعب، رغم أن نمو السكان في الدولة فوق الطبيعي، وعدد الشباب يعتبر الأعلى بين كل شرائح المجتمع، وعدد الأندية زاد عما كان عن ذي قبل والميزانية تضاعفت، وبدل أن تتطور اللعبة فنياً أصبحت الأندية تتعاقد مع مدرسي تربية بدنية من وزارة التعليم.. بسياسة «مشي حالك». رياضة الشارقة بثقلها وعددها الكبير كانت تقدم للعبة 5 أندية، واليوم نادي خورفكان فقط هو من يمثلها وعن طريق المراحل السنية فقط، وأندية رأس الخيمة بقطاعها الشبابي الضخم أصبحت تقدم للعبة نادياً واحداً وهو الرمس، فيما أنها كان في التسعينيات لديها 6 أندية تلعب الكرة الطائرة في ملاعبها وصالاتها.. لتصبح الكرة الطائرة أشبه بقصة رجل مريض ينتظر «الكفن»! كلمة أخيرة أعرف أن الموضوع لا يهمكم كثيراً.. اقلبوا الصفحة ففي القلب الكثير!