تولي الدولة البيئة والحفاظ عليها والتنمية المستدامة أهمية قصوى, لإيمان القيادة بأهمية الحفاظ على الحياة البيئية, والطاقة النظيفة كخيار استراتيجي يضمن للدولة احتياجاتها التنموية المستقبلية, وهذا الاهتمام ليس وليد اللحظة, فمنذ الأزل وجهود الإمارات مشرفة في هذا المجال, ومثالاً يحتذى, وقدوة تضرب بها الأمثال, في آلية إيجاد الخطط والبرامج المختلفة والمبتكرة للحفاظ على البيئة ومكوناتها, والجهود الجبارة في اتساع رقعة المسطحات الخضراء رغم الظروف الجغرافية والمناخية القاسية التي تقع الدولة ضمن نطاقها, ولعل النتائج التي حققتها الدولة في هذا المجال أبهرت العالم وحيرت العلماء منذ السنوات الأولى لقيام دولة الاتحاد. وتأكيداً لاستمرار هذا النهج دخلت العاصمة أبوظبي في منافسة عالمية, وتحد كبير كسبته بنجاح وامتياز باستضافتها لمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية “إيرينا”, واستمراراً للدور الحيوي والمكانة المرموقة التي تبوأتها جاء فوز دولة الإمارات بعضوية مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة وذلك عن مجموعة الشرق الأوسط وجنوب آسيا, ويعتبر مجلس محافظي الوكالة أعلى سلطة لاتخاذ القرار بالوكالة, وهو ما يؤكد نجاح السياسة التي تنتهجها الدولة, ويعزز من دورها ومكانتها المؤثرة في الساحة الدولية. إن الحفاظ على البيئة, والاستدامة، وتطوير صناعة الطاقة المتجددة على رأس أولويات أجندة التنمية الاقتصادية والبيئة بالدولة، مما جعلها تكسب الريادة على دول المنطقة وتكسب المناصب الدولية, لذلك كانت استضافة العاصمة أبوظبي لمؤتمر المباني الخضراء وخيارات الطاقة المتجددة, بمشاركة 500 خبير عالمي من 92 دولة من مختلف قارات العالم, وتنظمه هيئة البيئة- أبوظبي بالتعاون مع الشبكة العالمية للطاقة المتجددة، ويقدم الخبراء والباحثون الدوليون 398 ورقة عمل وطنية ومتخصصة من بين 850 ورقة تمت مراجعتها من قبل أعضاء اللجنة الفنية للمؤتمر التي تضم 80 عضوا من 23 بلدا من أبرز المختصين في هذه المجالات. وخلال افتتاح المؤتمر أكد محمد البواردي أن دولة الإمارات تشارك دول العالم الاعتقاد بأهمية التحول نحو التخطيط العمراني المستدام للمدن، وإيجاد تقنيات لتوليد الطاقة المتجددة بما يكفل الحد من الاستغلال غير الرشيد لمصادر الطاقة الأحفورية ولتكون رديفاً مكملاً لها, وأن رؤية أبوظبي 2030 تضمنت التزاماً نحو الحد من آثار الأنشطة البشرية على التوازن البيئي الكوني وعلى الأخص فيما يتصل بحماية الغلاف الجوي من أخطار تغير المناخ. إن هذه النجاحات, وكسب هذه الاستحقاقات, وثقة المجتمع الدولي, والتربع والانفراد بالريادة التي حققتها الإمارات على الصعيد الدولي لم يأت من فراغ, بل هي نتيجة طبيعية لما اتخذته الدولة من خطوات للحفاظ على البيئة, والوفاء بالتزاماتها الدولية الرامية للحفاظ على البيئة والمساهمة في التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري, وغيرها الكثير من المشاريع والخطط التي قدمتها الإمارات للعالم للحفاظ على كرتنا الأرضية نظيفة. محمد عيسى | m.eisa@alittihad.ae