يبدأ اليوم وتشعر أن الوقت لا يمضي.. الفصل في الشتاء والنهار يبدو طويلاً مثل الصيف، تحسب الدقائق وتتخيل المشهد، كيف سنفوز، ومن سيسجل، وكيف ستحتفل، هذا ليس تفكيرك لوحدك، كل الشعب يعيشون الحالة نفسها الشعور نفسه.. هكذا هو المنتخب.. يغيب فترة طويلة، وحين يعود يسرق كل شيء، يومك، تفكيرك، عملك، دراستك، وربما حتى نفسك.اليوم ليس للضغط ولا الأعصاب ولا الاحتقان.. هدئوا من روعكم وابقوا فقط على حماسكم وشغفكم وولائكم.
نحن نعرف من نكون، وندرك مكانتنا في المنطقة، ولا نريد إثبات أي شيء آخر عن طريق كرة القدم.. يعرف العالم مبادئنا، ويعرف من يحبنا ماذا قدمنا للبعيد والقريب ويدري كل من عاش بيننا كيف هي قلوبنا تجاههم.
الإمارات ليست بلد التسامح، بل هي منارتها بين الشعوب، والإمارات لا تستضيف الأحداث الرياضية كي تحقق منافع سياسية أو اقتصادية أو تبني عليها أدوارا خفية، والإمارات ليست مثل بعض الدول التي تشتري الولاء والحب والمشاعر بالمال والعطايا و«الفلوس».. بل بأخلاقها ورقيّها وعدالتها. انظروا إلى كل هذه الجاليات التي جاءت لتشجع منتخباتها، والتي حين قررت أن تهاجر أوطانها لم تجد إلا هذه البقعة المنيرة من العالم لتكون عوناً ومعيناً لها!
اليوم هي ليست مباراة فحسب.. بل تجّمع من يعيش على هذه الأرض بدءاً من أمهاتنا في البيوت ونهاية بجنودنا في الثغور.. كلهم يستحقون أن تهدوهم الفوز وتزيدوا من سعادة الشعب الأسعد ابتهاجاً.
هناك من سيتابع المباراة، وهو لا يعرف من هو المدرب، وما هي التشكيلة، ومن في اتحاد الكرة.. لا يعرفون سوى النشيد وألوان العلم وعشق اسمه الإمارات.

كلمة أخيرة
مهيبة في وجه كل ناقم متآمر، ومتواضعة أمام كل صديق.. إنها الإمارات.