كثيراً ما ألح عليَّ السؤال: ما هو الفارق بين أنديتنا والأندية في أرجاء العالم، أو في الوطن العربي مثلاً؟، وهل يمكن أن يكون فارق من تلك الفوارق سبباً في مسألة ضعف الجماهير في المباريات مثلاً، والفارق الذي أعنيه يتمثل في الأعضاء.. كثير من الأندية حولنا وفي العالم لها أعضاء.. يدفعون اشتراكات ويفدون إليها مع عائلاتهم، ويرتبطون بها من الأب حتى الحفيد، ويمثلون ركيزة أساسية سواء في الدعم المادي أو المعنوي.
نادي برشلونة الإسباني أحد أغنى أندية كرة القدم، لديه أكثر من 180 ألف عضو ينتسبون إلى النادي وينتسب النادي إليهم، وريال مدريد الأغنى فعلياً بين أندية العالم، لديه جمعية مسجلة، عدد أعضائها 60 ألف عضو، والأهلي المصري لديه أكثر من 150 ألف عضو، وأعضاء نادي الزمالك المصري قرابة 90 ألفاً.
أدرك أن الأمور لدينا مختلفة، وأن كل محبي النادي هم أعضاؤه، لكن ما قصدته يتجاوز حدود هذه النظرة الضيقة.. نظرة أن يكون للنادي مجرد أعضاء.. ما قصدته أن يتجاوز النادي حدود أن يلعب وأن يخسر، سواء الكرة أو غيرها، أن يكون بيتاً كبيراً لأسرته الكبيرة، أن يكون وجهتهم في كل الأوقات.. أن نرى في أنديتنا ما هو أكثر من الفرق الرياضية.. أن تكون لديها أنشطة لأعضائها ومنتسبيها، بدلاً من ترك الأمر برمته للأندية الخاصة التي تجد سوقاً رائجة لدى المواطنين، بما تقدمه من خدمات، ليس صعباً على أنديتنا الكبرى بما لها من إمكانيات، أن تقدمها وأن تبرع فيها.
لدينا في أبوظبي وفي دبي وفي بقية الإمارات، الكثير من الأندية الخاصة، التي لا يطمح الكثير من المواطنين والمقيمين في الانتساب إليها، تزدحم بمنتسبيها على مدار الأسبوع وبالذات في الإجازات، في مشهد لا نراه في مباريات كرة القدم لدينا، رغم ما وفرناه لها من محفزات وجوائز وسيارات، وأعتقد أنه على الأندية أن تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، وأن تكون لجمهورها أكثر من فريق ومن نتيجة ومن بطولة.. أن تفتح الباب أمام مشجعيها ومحبيها للحصول على عضويتها، وأن تتسع أنشطتها لتشمل عدة أنشطة تغري الأعضاء وأسرهم.. ساعتها صدقوني ستتغير أشياء كثيرة.. سيصبح النادي وجهة لمحبيه، سيجدون لديه بطولتهم الخاصة وفوزهم الخاص، سيصبحون جزءاً من المعادلة.. لن يكتفوا بالفُرجة.. سيكونون في قلب المشهد، بدلاً من أن يكون الرابط بينهم وبين ناديهم أن يشاهدوه من بعيد في المدرجات أو على الشاشة أو يقرأون خبراً عنه في الجريدة.. سيكونون حول اللاعبين أو حولهم اللاعبين.. ربما لحظتها قد نراهم في المدرجات.. في المباريات وفي التدريبات.

كلمة أخيرة:
جربوا أن تجعلوهم شركاء.. حتماً ستتغير الصورة