فقط عندما تبدو روحك مثل الوردة، فإنك لن تشعر باللظى، ولن تصاب بالإحباط مهما تشظت الجهات، واكفهرت، لأنك ستكون أوسع من المحيط، ولن تلوثك نشارة الخشب، وأرفع من الجبل، لأنك لن تهتز بفعل الريح.
وعندها سوف تحس أن كل العالم من حولك مثل أحلامك الزاهية، مثل طموحاتك الراقية، مثل تطلعاتك الأنيقة، ولن تفكر في الغد إلا وأنت في أتم التواصل مع الحاضر، وفي بالغ الصحة النفسية، وفي ذروة العافية العقلية.
هكذا يريد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن يوصل العبارة، وهكذا يود أن يرسم معالم الطريق إلى المجد الإماراتي.
التفاؤل سمة الأسوياء، والنجباء والنبلاء والأصفياء، والنخب التي تسامت، ونظفت بحارها من عفن البؤس، والرجس، والنحس، واليأس، وقلة البأس.
هكذا يريد سموه أن يضع فريق عمله، عند ربوة التألق، والتدفق، والتأنق، والتحديق في أفق الأعمال الوطنية من دون تعب، أو سغب، أو نكب، أو غضب، أو عتب، أو رهب، ولذلك لأجل أن تمضي القافلة في ركاب الآمال العريضة، وفي خضاب الفرح، وخصب النوايا العريقة.
هكذا يريد سموه أن تمخر سفن العطاء بحاراً، وأنهاراً، هي محملة بخير النفوس السخية، ونور المصابيح المضيئة، بوجوه سمحة، وضيئة، في عيونها يلمع بريق السعادة، في كل مهمة عمل تنجز، وفي كل مشروع يتحقق، وفي كل فكرة تنفذ على أرض الواقع.
هكذا يحب شعبه أن يكون أرقى الشعوب، وأنبلها، وأجملها وأعظمها، وأفضلها. هكذا يهوى لوطنه أن يبدو مثل نخلة عناقيدها قلائد مجد، وقصائد وجد، وفرائد وجود. هكذا يفكر دائماً بألا تقع دمعة من عيني أرملة، ولا تتفوه ثكلى إلا بكلام الحمد والشكر.
هكذا يرى العالم دائماً، مضاء بالجواهر، ومزدان بالنوادر، ويتحلى بطيب الإنجازات الباهرة، والمكتسبات المزدهرة. يفكر هكذا كما تفكر النجوم، بإضاءة العالم بنور الليالي، وسفور الأقمار.
هكذا يتمنى بأن تصبح الإمارات في كل زمان في مقدمة الصفوف، ولا يقبل أبداً إلا في المراكز الأولى، لأنه يعلم علم اليقين أن التفاؤل طريق الناجحين، وأن التفاؤل منطقة المجللين بابتسامة الفرح. فلا شيء يكسر مجاديف الإنسان إلا رياح التشاؤم، ولا شيء يحبط المشاريع العملاقة إلا الاكتئاب السوداوي، ولا شيء يطيح بالمهمات الكبرى إلا الإحساس المثبط، والخطط المترهلة.
يعلم سموه أن الإنسان لا يفشل إلا عندما يكون في حضرة التقاعس، واليأس، والإحباط، والقنوط.