كل الأبواب مشرعة الآن، كل القلوب فرحة ببداية العام الدراسي الجديد. فترة من النشاط والعمل ورؤية لنوافذ المعرفة المشرعة في كل مرافق التعليم، ودب الحماس في المرافق والصروح التعليمية من الروضة إلى الجامعة، تشرق الشمس والطرقات والشوارع والدروب تحمل الناس إلى اتجاهات مختلفة من المدرسة إلى العمل، إنها أروع فترات العطاء والاشتغال من أجل المستقبل، كل الصباحات من الآن وصاعداً مشرقة بالتفاؤل، ومبهجة بالنجاح المنتظر.
المدرسة حلم الصغير وفرحته عند بداية الدخول إلى ساحاتها، وخاصة قبل الروضة وبعدها، الأطفال يحلمون بهذه اللحظات، يتطلعون إلى أن يصبحوا مثل الأخوان والأخوات الذين يذهبون كل صباح إلى مدارسهم حاملين حقائبهم ودفاترهم وأقلامهم وأدواتهم الملونة، بينما يجلس الطفل مع أمه أو جدته أو مع أي فرد يرعاه في المنزل، يكثر من البكاء لعدم مصاحبة أخوته وأشقائه إلى المدرسة، وعندما تأتي لحظة ذهابه إلى الروضة أو المدرسة يكون في غاية الفرح والسرور، ولكن تلك الأحلام الصغيرة تنتهي عندما يبعد عن رعاية أمه وحنانها والتصاقها به، يبدأ في الخوف والتذمر والشكوى من قيد المدرسة أو الروضة! ونظام ضبط برنامج مفهومه للحرية المطلقة واللعب المستمر، عندما يبدأ في التحسس من المدرسة وأنظمتها وقيودها.
هذه البذرة الصغيرة التي يعبر عنها الطفل البريء عند شعوره بكل تلك القيود التي تعود للإنسان الرافض لكل صنوف الحجز أو الحجر على التحليق بعيداً عن سماء الممنوعات، وهي تعود أيضاً إلى تلك الأحلام الأولى البريئة الرافضة لكم هائل من التعاليم والتحذيرات والنواهي والممنوعات، وبعد أن تمتد يد التدريب يكون الإنسان مدجناً ومستكيناً للمعارف والنواهي والحواجز، وعندما يتجاوز تلك المعارف، أو يخرج عليها فإنه سوف يشاهد السور والباب والحارس، لم يعد طفلاً يدخل الروضة أو المدرسة أول مرة، وإنما يملك الكثير مما يجب أن يحفظه ويسير عليه بحيث يكون «مثل الذي يمشي على العجين ولا يخرب العجينة».
المهم أن المدرسة هي بوابة العمل والمستقبل والحرية والمعرفة، والعمل هو المطلوب ليتقدم الوطن. فكن حريصاً على التعلم والحب مثل طفل يعشق روضته ومدرسته، وطالب يحب جامعته.