أن تبني منتخباً لا يعني أن تهدم القائم، وتتوقف عن دعمه، ومواصلة بنائه لإعادة اكتماله، وهذا هو الخلط بين المفهومين.. دائماً نطالب بإعادة البناء، والعمل على التأهيل للمرحلة المقبلة، من دون المساس بالكيان القائم بأركانه، وإنما تعزيزه بما يقوي عوده، للمضي قدماً لتحقيق الأهداف طويلة الأمد في البناء، وحينما يخرج البعض بعد كل إخفاق، ويعلل الخسارة بأننا في مرحلة بناء طويلة تتطلب الصبر، فهذا مناقض لواقع التخطيط والبناء، وإن كان مفهوم إعادة البناء كما يدعون، فإننا لابد من التوقف، بعد كل مرحلة لإعادته والتوقف عند ذلك، ونسيان مفهوم تواصل الأجيال في قاموس البناء لديهم.
والدول حينما تعلن عن الخطط التطويرية العشرية أكثر أقل منها، لا تتوقف بعد بلوغ المرحلة، لتعيد خطتها للمرحلة المقبلة، وإنما تواصل المسيرة في الخطط وتطورها، لتواكب المرحلة المقبلة بأهداف واستراتيجيات تفي باحتياجاتها.
وهذا ما ذهب إليه البعض في تقييم المنتخب، والدفاع عنه عقب خسارته الأخيرة في التصفيات المزدوجة الأسبوع الماضي، بعد الفوز على المنافس الإندونيسي الضعيف جداً، قبل واقعة الخسارة أمام تايلاند المتطور، والعرض غير المقنع طوال شوطي المباراة.
وقس على ذلك نتائج فرقنا في الألعاب المختلفة، وتبريرات مجالس الإدارات الحالية، بأنها في طور البناء، وكأن المجالس السابقة كانت بمنأى عن البناء والتطوير ودراسة الواقع، وفق معطيات ومتطلبات المرحلة، وهذا حال كل الاتحادات والأندية، وحتى التنظيمات الحكومية، حينما تواجه سيلاً من الهجوم عند كل أزمة وكل إخفاق لمنتخباتنا في المشاركات الخارجية.
نحن أمام معضلة فهم البناء والتجديد والتطوير، بتبريرات غير منطقية وملامسة الواقع لمفهوم البناء الذي أصبح شماعة البعض عند كل إخفاق، والدفاع عن الكيان القائم بعيداً عن الواقع ووضع اليد على الجرح في تقييم واقع منتخباتنا في مشاركاتها الخارجية وأنديتنا في المسابقات المحلية.
كل ذلك والوقت يمضي، وموازنات تصرف وهدر لكليهما، ولا نتائج ملموسة توازي حجمها، وصرخات تعلو بحل هذا الاتحاد، وتغيير مجالس إدارات تلك الأندية، وإن كنا نرى في بعض المطالبات أمراً ضرورياً، مع عدم إغفال مواصلة البناء والتطوير.
ولكم أن تتمعنوا في حالة تلك المنتخبات والفرق، وما آلت إليها من تراجع على المستويات المحلية والإقليمية والقارية، ومقارنتها بين فترة وأخرى، لنقف جميعاً على أزمة رياضتنا، والنهوض بها كما رسمنا خريطة طريقها مع بداية كل مرحلة.