شخصياً لا أعتبر خسارة «الأبيض» أمام تايلاند «صدمة»، يجب أن يكون لها تبعات وردود فعل (قاسية) لسببين: الأول أن منتخب تايلاند لا يقل قوة عن منتخب الإمارات، وهو أحد أفضل منتخبات شرق القارة، ليس الآن بل منذ زمن، وهو من عذّب الإمارات والعراق والسعودية، خلال تصفيات كأس العالم، لذلك فليس غريباً أن يفوز على أرضه وبين جماهيره وطقسه، والسبب الثاني أن «الأبيض» يلعب بجيل جديد، وهو ما يبدو أنه تم الاتفاق عليه بين المدرب والاتحاد، ولذلك لا يمكن قياس النتائج على الجيل القديم، ولهذا أستغرب ممن قال إن المدرب جالس خارج البلاد طوال الوقت «وهو ما قيل خلال تواجده مع المنتخب السعودي الذي أهله لنهائيات كأس العالم»، ولم نسمع هذه النغمة، بعد الفوز الكبير على إندونيسيا، ولا زلت أقول إن مارفيك مدرب كبير وكبير جداً، ويجب الصبر وعدم اتهامه بما حدث في مباراة تايلاند.
ومن الطبيعي أن نرى اختلافاً في وجهات نظر المحللين والإعلاميين، وأجد أن الحديث عن الاحتراف «غير الحقيقي» الذي تعيشه كرة الإمارات، هو الأهم في موضوع منظومة كرة القدم بشكل عام، لأن هناك من قال لي «وهو عليم وخبير بأسرار هذه المنظومة»، إنه بعد سنوات ليست بالكثيرة قد لا نجد مواهب إماراتية، يمكن أن تسهم في إبقاء المنتخب بين أقوياء القارة، لأن مساحة المواهب تقل تدريجياً ولهذا فإن مارفيك يتعامل مع أدوات، وهو ليس بساحر، وعندما يكون لديك الطلياني، وفهد خميس، وعبدالرحمن محمد، وخالد إسماعيل، وزهير بخيت، وفهد النوس «رحمه الله»، ومنذر علي، ومحسن مصبح، فأنت تتحدث عن منتخب أو تشكيلة أو مواهب في كل المراكز، وليس مواهب في مركز أو مركزين، وبالتالي لدى المدرب أدوات يستطيع من خلالها تحقيق أفكاره وخبراته ورؤيته، ولكن عندما تكون محكوماً بأدوات هذه إمكانياتها، فعليك التعامل بما هو موجود، وهنا على المنظومة الرياضية ككل «من مدارس وأكاديميات وأندية ومجالس رياضية وحكومة واتحاد وإعلام»، التضافر مع بعضهم البعض لإيجاد بيئة ولادة للنجوم، بدل الصرف الخرافي على شيء «اسمه احتراف» لم يمنح الكرة الإماراتية ما تصبو إليه من مواهب، يمكن أن تصبح نجوماً فوق العادة، وهذا لا ينفي وجود البعض، ولكن هذا «البعض» ليس كافياً على ما يبدو.
لا أعتقد أن الأمر محصور بلجنة أو بمدرب أو باتحاد كرة، بل هي منظومة متكاملة يجب التعامل معها ككل، وليس كأجزاء مبعثرة حسب زوايا الرؤية.