لا توجد مشكلة في الإمارات، إلا ولها حل، طالما وجدت النية، وتوحَّدت الجهود، وتوافرت العزيمة، وتضامنت العقول، وتعاضدت القلوب، وتشابكت السواعد، وارتفعت الهامات وشمخت الرؤوس، وتسامقت الأعناق، وتسابقت المشاعر من أجل بناء وطن يقود مراحله أبناء أوفياء، يحكمهم الولاء للأرض، والانتماء إلى وطن يضم الجميع، ويحتوي الكل، ولا يستثني إلا من لا يملك القدرة على حياكة قماشة العمل بعقل نيِّر، وقلب يفيض بالحب، لإنتاج ما يضيف، وما يزيد من عذوبة المكتسبات.
لا توجد مشكلة في الإمارات، والقادة هم الذين يرصدون، ويديرون، ويتابعون، ويشجعون، ويرفدون الحياة الاجتماعية بمزيد من البريق، وأناقة التعاطي مع المنجز، ورشاقة التعامل مع كل متميز وناجح واستثنائي.
التوطين واجب وليس منة، ولكن التوطين أيضاً له متطلبات، وعلامات، ومتميزات، وإشارات تدل على أن هذا الشخص يستحق، وذاك لا يستحق. ففي التوطين هناك معايير وأسس ومقاييس، لابد لها أن تكون حاضرة، حتى ينضم هذا الشخص إلى هذا الفريق أو المؤسسة أو الدائرة أو الوزارة. نحن نمر الآن في مرحلة دقيقة وحساسة، حيث العالم يعلي راية التفوق على كل شيء، ولا راد لإرادة التفوق، لكونه العصا السحرية التي تمضي بالقافلة نحو الأمام، وتسير بالركب باتجاه الأفق، ومجتمع لا يختار رواد مستقبله، هو مجتمع فاشل، ومصيره الخيبات، وزوال المصير.
مجتمع يجهل إمكانيات أفراده، ويتجاهل قدراتهم، هو مجتمع يذهب إلى فراغ المراحل، هو مجتمع ينزل إلى حضيض السواحل. بهذا المعنى، فإنه تقع على المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية والدينية، تقع مسؤولية التعليم والتوجيه والتربية والتدريب، حتى يمكننا إخراج جيل يستطيع تحمل مسؤولية النهوض، وأخلاق الإحلال، ومبادئ ملء الفراغات التي قد تكون صعبة، ولكنها لن تكون مستحيلة أمام جيل تسلح بالمعرفة، وكذلك أخلاق المهنة. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وضع الجميع أمام المعادلة الطبيعية، فإما أن نكون أو لا نكون. وأعتقد أن الجميع من مواطنين ومسؤولين، يعون أهمية هذه المعادلة، كما يعون دورهم في كسر حاجز الخوف من الخوض في الرهان الصعب. الجميع تربية وطن علَّمهم كيف يكونون في المراتب الأولى، عندما لا يذعنون للتردد.