الاستقبال التاريخي الذي تقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والشيوخ لرائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي على أرض مطار الرئاسة في العاصمة، لم يحمل فقط فرحة وطن بالإنجاز وصعود أول رائد فضاء إماراتي، وإنما كان رسالة ورؤية قيادة.
الاستقبال الذي يعد في ذلك المكان في العادة لرؤساء وقادة الدول حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على أن يكون يوم أمس الأول لرائدين إماراتيين أنجزا «طموح زايد»، ليكون بمثابة رسالة التزام من القيادة باستدامة الفرح على أرض هذا الوطن الغالي، واستدامة الإنجاز الذي سيتواصل بإرادة وتصميم «عيال زايد» بعد أن أعلنت الإمارات تواجدها في قطاع الفضاء وصناعات وتقنيات الفضاء.
الاحتفال البهيج الذي تابعه أبناء الإمارات من كل مكان، كان عميق الدلالات غزير المعاني، فقد عبر عن مشاعر كل إماراتي تملكه الشعور بأنه شريك أساسي في الإنجاز الذي غمر الجميع فخراً وزهواً. وتعززت لديه القناعة بمواصلة المسيرة المباركة بالمزيد من العلم والإخلاص والبذل والتفاني ليظل صرح الإمارات شامخاً يزخر بالمنجزات والمكتسبات على يد أبنائه الذين أولتهم القيادة الرشيدة كل الرعاية والاهتمام، والثقة بقدراتهم وإمكانياتهم.
لقطات الفرح الذي تألق بالرزيف والعيالة، تشير بجلاء إلى «غرس زايد»، غرس طيب متين، وإلى أنه مهما بلغ أبناء الإمارات بإنجازاتهم وحلقوا في العلياء وجابوا الجوزاء، فإنهم سيظلون أوفياء لتراثهم شديدي التمسك بهويتهم، وكل أدواتها ومعالمها وملامحها.
تفاعل محبي الإمارات مع عودة رائدي الفضاء الإماراتيين لوطنهما سالمين غانمين، كان واضحاً وملموساً باعتباره تقديراً للإلهام والنموذج الملهم الراقي الذي أسست له الإمارات بالعمل والبذل والعطاء على قواعد صحيحة من العلم بعيداً عن الشعارات الجوفاء، والأوهام التي يحترفها البعض من المتبلدين ضيقي الأفق وفاقدي البصر والبصيرة ممن تفننوا في صناعة الأكاذيب وبث السلبية والتقليل من عمل الآخرين، ليس ذلك فحسب بل وسخروا كل طاقاتهم ومواردهم وإمكانياتهم في هذا الاتجاه. بينما تمضي القيادات المخلصة والوفية في مشاريعها وبرامجها وخططها البناءة لأجل الارتقاء بوطنها ومواطنيها الذين اقتبسوا من الرؤى الصادقة العزيمة والإرادة ما يحقق لهم المضي في الطريق القويم، طريق النور والضياء والفرح والعمل والإنجاز.
الدار سعدت وفرحت بعودة الأبطال، فهنيئاً لراعي الدار بالفرح والبشارات، و«عمار يا دار حكمها خليفة».