الاحتفاء بالسعادة، كمعطى ثقافي وغريزي في اتحاد الكتاب يعني أن هناك وجداً إنسانياً، يؤسس لقيم الجمال في النفس البشرية، ويعطي للماء مذاق العذوبة، وللهواء رائحة البخور، وللأرض تضاريس الحب، وللغيمة ملمس الحرير، وللنجمة ضوء الدماء الزكية، وللبحر هديل القلوب النابضة بالأشواق. وللنخلة عناق العشاق، وللجبل مدى الآفاق، وللمكان حُلم الناعسات النجلاوات. هذا هو ديدن الناس الأوفياء، الذي يضعون الوطن في المقلة، ويرسمون تضاريسه على صفحات القلب، بريشة الأهداب ويمضون بالحس الوطني، نحو الشريان والوريد، بعقد فريد، ومجد تليد وتاريخ مجيد، وإصرار أكيد. هذا هو الدور المنوط والمطلوب باتحاد كتابنا، لكونه يضم نخبة من أحباب الكلمة، وعشاق العبارة، بأشواق العِبرة. هذا هو الأمل، في كل إنسان يعيش على هذه الأرض، يبني سعادته من إسعاد الآخرين، ونثر عطر الود والألفة، والأنفة، ورشاقة البوح، وأناقة الصدح، ولباقة الفرح، والسير على أثر الذين أسسوا وبنوا وشيّدوا، وكرّسوا وركّزوا، ورفعوا اسم الإمارات على أعلى القمم. مدير تنفيذي للسعادة، سيضع الاتحاد أمام مسؤوليات النهوض بالثقافة، وتنقية الكلمة، وتصفية الأحلام، وأخذ دور الريادة، في قيادة المجتمع، نحو قراءة واضحة وجلية وطلية، وندية ووفية، لأن المستقبل هو الوعاء الذي يستوعب من يبني ويلفظ من يهدم. في دولة السعادة، لا مكان لمن يقطبون الحواجب، ويعقدون الجبين، إنه عصر التمكين، عصر العرفانية واليقين، عصر المحبين والمدنفين، الذين يسومون النفس رخيصة من أجل رفع أشرعة السعادة، على كل وجه وفي كل بيت. اتحاد الكتاب لكون نجومه رجالاً، يسعدون الناس بالكلمة الطيبة، والخطاب الحسن، وابتسامة الثغر، اتحاد الكتاب محيط زعانف أسماكه، صفحات ملونة بالإيمان، وموجاته أفكار مزدانة بورود الثوابت الوطنية، ولا حياد في الحب تجاه الوطن، ولا انحياز عنه إلا إليه. السعادة في اتحاد الكتاب، توق وشوق، وحدق يلمع بشعاع الشفافية، وأحلام عفوية لم يشوبها شك ولا تفكيك، إنها سعادة الذين زرعوا الأشجار السامقة، على ترب القلوب، كي يغرد الطير، ويهدل الحمام، وتعزف الأوراق لحن الخلود، لوطن ما تنحى يوماً عن قيمه ولا شيمه، والنخوات صهيل جياد في الوغى صناديد، وفي السلم بيت القصيد. نسعد بمن يسعدوننا ويملأوننا ثقة بأنهم مناطقنا، التي فيها تعشب قلوبنا وتزدهر أرواحنا، وتنمو أجنحة الفراشات في عقولنا، نسعد بهؤلاء الرجال، الذين من صومعة الاتحاد يخرجون لنا بتراتيل القداسة، لوطن جماله وفتنته من هذا الرعيل الرائد في اتحاد الكتاب.