سجل علي مبخوت نجم منتخبنا ثلاثية بمرمى إندونيسيا، ليستيقظ الناس على معلومة جديدة، لقد أصبح مبخوت هو الهداف التاريخي لمنتخبنا متجاوزاً عدنان الطلياني. الرائع علي سعيد الكعبي معلق المباراة أعلن أن رصيد مبخوت بلغ 58 هدفاً، وفي نفس الوقت نشبت معركة رقمية بين الحسابات الرياضية على مواقع التواصل، فحساب يقول 51 هدفاً وحساب آخر يتحدث عن 52 هدفاً وثالث 54 هدفاً، وما بين هذا الرقم وذلك الرقم، اتحاد الكرة صامت صمت القبور، لا يرى لا يسمع ولا يتكلم، يبدو أن اتحاد الكرة هو آخر من يعلم.
اتحاد الكرة يشاهد مثلما نحن نشاهد، ويحب أن يستمتع، فلا يريد أن يدلي بدلوه رغم أنه هو المرجع، ترك المعلومة لاجتهادات شخصية من الجهات الإعلامية والأفراد، لم يشأ التدخل في قضية تعتبر من صميم عمله وحق أصيل له لا ينبغي أن ينازعه فيه أحد، وبالأمس وصل الرقم إلى 59 هدفاً حسب تقرير الزميل المميز معتصم عبدالله المنشور في جريدة الاتحاد، وقدم من خلاله إحصائية دقيقة لعدد الأهداف بالتفصيل.
تخيلوا أن علي مبخوت الذي بدأ يشارك دولياً مع منتخب الإمارات الأول منذ أقل من 10 سنوات، وفي ظل الثورة التكنولوجية الهائلة، وسهولة الأرشفة وأهمية التوثيق الرقمي، وتوفر البرمجيات المختلفة القادرة على حساب حتى أنفاس اللاعبين وهمساتهم، ومع ذلك يحقق رقماً تاريخياً كهذا واتحاد الكرة إما أنه لا يعلم وتلك مصيبة، أو أنه يعلم ولكن لم يكترث وهنا المصيبة أدهى وأمر.
بعد شهر من الآن سيحتفل العالم والبرازيليون بمرور 50 عاماً على تسجيل الأسطورة بيليه هدفه رقم 1000، صدق أو لا تصدق قبل 50 عاماً تمكنوا من إحصاء 1000 هدف سجلها بيليه، عندما كانت الأدوات بدائية للغاية ولم تكن البرمجيات والتقنية منتشرة أو متوفرة مثل اليوم، بينما نعجز نحن عن حساب عدد الأهداف التي سجلها هداف منتخبنا ولا نعرف الرقم الحقيقي في ظل غياب التصريح الأكيد من الجهة الرسمية.
غداً سينطلق مؤتمر دبي الرياضي للذكاء الاصطناعي، وسيشهد عرض أحدث التجارب في المجال، واستخداماته الرياضية وطرق التدريب وتحليل أداء الرياضيين، وسيتم تقديم تقنية تحديد أفضل لاعب في العالم في كل الرياضات بتحليل دقيق من كافة النواحي، ومن المتوقع حضور المئات من المختصين والأكاديميين الذين سيأتون يخططون للغد ويدشنون المستقبل، لا تخبروهم أن لدينا جهة رياضية لا تزال تعيش في بقعة مظلمة من الماضي ولا تعرف عدد أهداف هدافها الأول !.