حين تكتب للمنتخب، لا شيء يشبه غيره.. اعتدت ذلك، وأدرك جيداً طبيعة هذه المعضلة، وما يعتريني عندها من مشاعر متباينة، وانتصار العاطفة في معظم الأحيان.. مع المنتخب، ومهما حاولت استدعاء المنطق أو الأرقام والإحصائيات، تبقى العاطفة أشد.. تنتصر على ما سواها.
اليوم، وحين يواجه «الأبيض» منتخب إندونيسيا في الساعة الثامنة مساءً باستاد آل مكتوم، لا ننتظر شيئاً سوى الفوز.. هو عبء.. أدري.. الأمور ليست هكذا.. أدرك ذلك جيداً، لكننا بحاجة إلى حسم بطاقة التأهل إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023.
وأنا أستعد لتلك الزاوية بالذات، حاولت البحث عن كتابة جديدة ومفردات أخرى، وتمتمات استثنائية.. لا لشيء إلا لتغيير العادات على الأقل.. أن نخطو في طريق لا يشبه تلك الطرق التي مضت، لكن كل شيء يعود للمفردات ذاتها، وللأمنيات نفسها.. لعبنا مباراة، وها قد مضى شهر ونلعب الأخرى اليوم.. الفوز ما ننشده، ولا شيء سواه، حتى لو غاب خلفان مبارك، وحتى لو كانت جاهزية بعض اللاعبين لم تكتمل، وحتى لو تأثر النجوم بعقوبة زميل لهم.. المنتخب يمضي، وكلي ثقة بأن اللاعبين يعلمون جميعاً طبيعة المهمة، وطبيعة ما نريد.
لم يعد هناك فريق سهل، اللعب أمامه أشبه بنزهة.. كل الفرق صعبة، طالما أن لديها أمنيات وخلفها جمهور.. في تلك الحالة لا تبدو الأمور كما في جدول التصنيف.. في الملعب هناك تصنيف جديد.. في الملعب تلعب المنتخبات أكثر بقلبها، وتلك هي المسألة.
متفائل بأداء مارفيك المدير الفني لـ«الأبيض» وباللاعبين واستعداداتهم، والمباراة الأولى للمنتخب أمام ماليزيا، والتي حققنا فيها الفوز بهدفين مقابل هدف، كانت كاشفة لنوايا الجميع، وأراها نوايا جيدة، على الرغم من عدم رضا البعض، ولا يزال في الطريق من هم أشد وأقوى من ماليزيا ومن إندونيسيا، وشخصياً لا يعنيني عدد الأهداف بقدر ما يهمني أن أرى الإرادة حاضرة في الملعب، وقد رأيتها.
كل من يتابع المنتخب، سيقر أن أشياء جديدة تحدث للمرة الأولى -ربما- في الصفوف وفي الأداء والمتابعة والانضباط، وكلها أمور كانت موجودة لكن بنسبة ما.. «الأبيض» شبّ عن طوق التمني بلا سند، وباتت له شخصية شديدة الوضوح.. شخصية لا يكشف عنها الفوز ولا تنال منها الخسارة، لأنها حاضرة في كل الأوقات.
لن أدعو الجماهير لتكون خلف المنتخب الليلة، فقد تجاوزنا ذلك أيضاً.

كلمة أخيرة:
التمثيل المشرف واجب وطني على اللاعب.. والحضور في المدرجات واجب وطني أيضاً على الجمهور.