كان “النك” غريبا، ولكنه ملفت “ليلام ليلام” هذا اسم إحدى التاجرات على هاتف البلاك بيري!، “ليلام..ليلام” ليس هذا الأسلوب في النداء بل “ping” أو “وكز”، تعرفت على صاحبة هذا الاسم المستعار ليومين فقط قبل أن تختفي مع غيرها من الاسماء التي اختفت بعد تعطل الهاتف، في بداية تعارفنا سألتها لماذا هذا الاسم ردت قائلة “أبيع كل الملابس مثل الليلام.. عندي ملابس أطفال ونساء وغيرها من المستلزمات”، أحببت الاسم الذي مازال يرن في ذاكرتنا… ليلام وتلك الأصوات التي كانت تدور في الجوار بين المنازل ويجمع جارات الفريج.. وأتذكر أننا كنا صغارا نسارع في نداء لليلام الذي يحمل في جعبته التي يحملها على كتفه العديد من المفاجآت.. ونتصادم أحيانا مع الخادمات من منازل أخرى “مدام يقول تعال داخل بيت”، كنت أرد “لا نحن أول تعال”، ليأتي ويفرش ذلك “الشرشف” ونتفرج على الملابس بكل أنواعها وقطع الأقمشة ونبدأ نحن بعبثنا الطفولي نبعث بالأشياء ونوسع دائرة عرضها. ذكريات.. أخذتني لها تلك التاجرة على الهاتف، نعم اختلف ليلام الأمس ليصبح ديجتال موجوداً لدينا ضمن قائمة طويلة من التجار، لست بحاجة لأن تدخل النت للبحث عن الأسواق الإلكترونية كلهم باتوا متواجدين على هاتفك النقال ليس عليك سوى الاختيار، حتى المطاعم أصبحت متوفرة فأم علي وأم عمر وأم محمد مستعدات لتغطية كافة المناسبات وتوفير جميع المأكولات الخليجية والشامية والمصرية حتى الهندية.. أذكر أنني تجادلت مع إحدى السيدات اللواتي يحضرن الأكلات الهندية على ثمن “غرشة الآجار” فسألتها بكم تبيعين “الآجار” (مخلل المانجا) قالت لي بـ 150 درهما!!، استنكرت السعر الخيالي خصوصا بعد أن بعثت لي بصورة نفس الحجم الذي اشتريه من المحال بـ5 دراهم!! سألتها ما الفرق لماذا كل هذا الغلاء؟! ردت “هذا شغل البيت” أجبتها “الفرق كبير جدا بيعيها بـ30 أو خمسين ولكن..” فما كان منها إلا أن حذفتني من البلاك بيري ماسنجر. المهم تعلمت ألا أجادل تجار الماسنجر فهم ليسوا كأصحاب المحال، أو ذلك الليلام المسكين، تجار البي بي مستوياتهم مختلفة وعروضهم أيضاً مختلفة، أنت لا تستطيع أن تضيف إلى قائمة البلاك بيري التي لديك إلا من جربهم غيرك لأن تعاملك المبدئي يكون فيه مجازفة، كما أن كل ما تستطيع أن تراه من السلعة هي صورة إن وجدت، وأيضا أنت تتعامل مع أفراد يعتبر أكثرهم خبرة في مجاله، ولكن الحذر مطلوب لأن الضمانات تكون أقل من غيرها. ameena.awadh@admedia.ae