لن أذكر أسماء، فقد فقدت الأسماء السبب الرئيسي في ذكرها وشهرتها.. هل يظن أي لاعب أننا نكتب عنه أو يستضيفه من يستضيفه في تليفزيون أو إذاعة من أجل ناديه؟ إطلاقاً.. لا قيمة للاعب مهما علا شأنه إلا بالمنتخب.. وهنا أعني الوطن.
ميسي، وهو من تعرفون، رغم كل ما حقق وكل ما نال، تبقى مأساته في الكرة أنه لم يحقق كأس العالم مع المنتخب.. من يرون أنه أقل من بيليه أو مارادونا رغم أنه من كوكب آخر، حجتهم أن ميسي لم يفعل الكثير مع المنتخب، وهو أمر ليس بيديه، لكن ما بيديه أنه رهن إشارة المنتخب في كل وقت وحين.
لاعبان تقدما باعتذارين، حتى لا يشاركان في معسكر المنتخب الأولمبي بسنغافورة، ورغم رفض لجنة المنتخبات للاعتذارين، إلا أنهما أصرا على موقفيهما، فتم تحويلهما إلى لجنة الانضباط، مع لاعب ثالث، قررت اللجنة استبعاده من قائمة «الأبيض» لارتكابه مخالفة تُصنف باعتبارها سوء سلوك داخل المعسكر.
يعجبني جداً هذا النهج، وأتفق تماماً مع العقوبة، وأشد على يَدَيّ لجنة المنتخبات، فقد مضى زمن «السكوت»، وعلى الجميع أن يدركوا معنى اللعب للمنتخب وتمثيل الوطن.. هو قبل ومع وبعد كل شيء أهم من كل ما سواه.. الهوية والقيمة والمعنى.. فاللاعب مع المنتخب كالجندي في المعركة.. في المنتخب يصبح للانتصارات معنى وللبطولات قيمة.. كل من في المنتخب أبطال، أما في الأندية فهو احتراف.. تلعب وتقبض الثمن.
أنا لا أقصد اللاعبين اللذين اعتذرا، ولا ثالثهما الذي لم يتصرف كما يجب، وإنما كل من سار ومن سيسير على نهجهم وهم كثر.. على الجميع أن يعلموا أن المنتخب أولوية و«خط أحمر»، وأن زمن الاستهتار قد ولى، وأنهم من دون المنتخب «لا شيء».. أقصد في الرياضة طبعاً.
يزعجني جداً هذا النهج من كثيرين، يهاجمون الاتحاد بسبب تلك القرارات .. نسوا أنه منتخب الإمارات، وأنه حين يكون التقصير مع المنتخب، فيجب ألا يدافع أحد عن مقصر، فمن اعتذرا لا حجة لهما، وفي ظني ويقيني أن معاقبة لاعب من المنتخب تستدعي على الفور عقوبة من ناديه، وهؤلاء الذين يتحججون بحرية اللاعبين ويُفتُون كذباً بأن اللاعب في أوروبا يفعل ما يريد، عليهم أن يراجعوا معلوماتهم، والأهم أن يراجعوا قراراتهم لأن أي شيء قد يقبل الفلسفة والأهواء إلا «الوطن».

كلمة أخيرة:
إذا كان سلوك لاعبي المنتخب مستفزاً .. فقرارات لجنة الانضباط أكثر استفزازاً.. من أمن العقاب أساء الأدب.