بعض الجهات تحتاج إلى وقت، كي تفهم معنى “السيستم” في العمل أو سلاسة سير العمل من دون الاعتماد على أشخاص معينين بعينهم، فالعمل جارٍ من دون انتظار مسؤول أو موظف متغيب عن العمل أو التريث إلى حين تعليمات سعادة المدير الجديد، والعمل وفقاً لتوجهاته وتطلعاته. طبيعة الحياة البشرية تتطلب وضع نظام معين لتسيير الأعمال الوظيفية، وفقاً لدورة الأعمال وأهميتها، بعض القطاعات تغيب عن الحياة بغياب أحد موظفيها، حيث يكون العمل كله مرتبطاً بهذا الشخص، ولا يسير إلا بوجوده، ما يزيد جو البيروقراطية، ويمنع سير الإنتاجية بمستوى عالٍ، لضمان جودة العمل، ونجاح الإدارة. وبعض الجهات الأخرى تتغير فيها الأعمال بشكل جذري بتغير مسؤولها، كما يقال “لكل مدير نفس في طبخته”،عفواً! في إداراته. الشاهد في ذلك أن بعض الجهات قد تسير لفترة زمنية على نظام وأسلوب عمل معين، يتغير حالهم رأساً على عقب بتغير مسؤولهم الذي ينسف جميع ما كان في السابق، من دون النظر لإيجابيات من كان قبله، والأخذ منها، والتحقق من سلبياته والابتعاد عنها، حتى لا يؤثر “نسفه” لما كان موجوداً من إنتاجية العمل، وضمان سير الأعمال، وفقاً لما هو مطلوب، وحتى لا تتأثر تلك الإنتاجية بقرارات المدير الجديد التي بلا شك ستتطلب وقتاً لهضمها بالشكل الجيد. يعتقد بعض المديرين الجدد أنه حينما يتم اختياره للوظيفة الجديدة أنه تم اختياره لأنه الأجدر في التطوير والتجديد، والأفضل من سابقه، وكل السلبيات كانت في الذين سبقوه، وهو المنقذ الوحيد للفترة الحالية التي تم اختياره فيها، وبلا شك أن تلك الأوهام قد تكون خطأ نوعاً ما، فالجميع قد يتساوون في الاجتهاد والعطاء، ولكن هناك فروقات يتميز بها الشخص عن غيره، في طريقة وأسلوب تسيير العمل، والطرق التي تساهم في التطوير. قلة قليلة هي فقط في زماننا هذا لا تحب التجديد والتطوير، أما السواد الأعظم من الموظفين فهم بلا شك محبون لكل جديد يكسر “الروتين”، ويغير حياتهم الوظيفية حتى لا تكون صلبة غير متغيرة ومملة. في إحدى الجهات الخدمية التي اعتاد موظفوها نظام مديرهم وأسلوبه في العمل، اجتمع فيها ما قيل في هذه الزاوية، وذلك محض المصادفة فقط، وبغياب المدير قد تتعطل إنتاجية العمل إلى حد كبير، فالكثير من المعاملات تتوقف حتى يضع عليها ملاحظاته، إما بتنفيذها أو إرجاعها للاستكمال، ولم يسع ذلك المدير لوضع “سيستم” يخول من هو موجود لإنهاء معاملات المراجعين الذين يتأخرون فيها بسبب ظروف المدير الشخصية التي ليس لهم علاقة بها، والجانب الآخر أنه بتغير ذلك المدير قام المسؤول الجديد بإلغاء جميع ما تم تطويره وإنجازه في تلك الإدارة حتى الإيجابية. حمد الكعبي | halkaabi@alittihad.ae