بالأمس أُُسدل الستار على أكبر عرس انتخابي تشهده دولة الإمارات مع اختتام الدورة الرابعة لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، وإعلان الفائزين في دورة انتخابية غير مسبوقة في تاريخ البلاد، تميزت بمشاركة واسعة من أعضاء الهيئات الانتخابية على مستوى الدولة.
كان المشهد الزاهي للانتخابات الذي تابعناه على امتداد الأيام القليلة الماضية ثمرة خطاب التمكين لقائد التمكين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في اليوم الوطني العام 2005. وتواصلت التجربة لنشهد هذه المشاركة النوعية المباركة التي تميزت في هذه الدورة بأمرين بارزين، الأول ارتفاع أعداد الهيئات الانتخابية إلى337 ألف مواطن، وكذلك قرار قائد التمكين برفع نسبة تمثيل المرأة إلى خمسين في المئة من مقاعد المجلس في دورته المقبلة، وما تحمله تلك من دلالات ومؤشرات حول تطور التجربة البرلمانية في إمارات الخير والمحبة، وما توليه قيادتنا الرشيدة من ثقة ودعم للمواطن وللمواطنة بما يعبر عن نضج التجربة وحكمة التدرج التي تميزها على دروب تفعيل دور المجلس الوطني. وتوسيع مستوى المشاركة السياسية للمواطن في حلقات ودوائر صناعة القرار في إطار النهج الشوروي الذي قامت عليه البلاد في رحاب النهضة الشاملة التي وضع لبناتها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
حجم الإقبال على المشاركة كان نوعياً ومتميزاً، مواطنون ومواطنات من كافة الأعمار والخلفيات التعليمية حرصوا على الأدلاء بأصواتهم في الانتخابات، ولاحظنا كثافة المشاركة خلال فترة التصويت المبكر، والذي سبق يوم التصويت الرئيس أمس.
حرص عبر عن مستوى الوعي بالحدث وقيمته باعتباره نقطة مضيئة في مسيرة مباركة. وعبرت كلمات الناخبين عن مقدار حرصهم على قيمة أصواتهم ومنحها لمن يستحق ممن يحمل رسالة، وإضافة تنقل تطلعاتهم وكل ما يهمهم للمجلس، دون النظر لآية اعتبارات أخرى غير المصلحة الوطنية.
لقد كان هذا الوعي الرفيع والإدراك الواسع بالمصلحة العامة هو المكسب الحقيقي للتجربة التي نعتز بها وإماراتنا الحبيبة تنجح بامتياز في اجتياز هذا الاستحقاق الوطني. ونحن أذ نهنئ الفائزين الذين نالوا شرف عضوية المجلس، نحيي المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ لدورهم في إثراء الحراك الذي شهدته العملية الانتخابية. وسيظل الوطن الفائز الأول والأكبر، والإمارات تقدم للعالم تجربتها البرلمانية المتميزة، حيث تتضافر جهود مؤسسات الدولة وأبنائها لتظل الإمارات دائماً في المركز الأول.