أعترف أنني احترت كثيراً لاختيار عنوان مناسب لمقال اليوم، فالفرحة العارمة بالتأهل إلى نصف النهائي الآسيوي للمرة الثالثة في تاريخ «الأبيض»، خلطت كل الأوراق، وخلقت حالة من البهجة، تحتار معها في تجسيد تلك الحالة الرائعة التي امتدت من استاد هزاع بن زايد، إلى كل أنحاء الإمارات الحبيبة، ومنها إلى كل الوطن العربي، الذي تابع «ملحمة» الصعود إلى «مربع الذهب» على حساب
«الكنجارو» حامل اللقب.
وبعد عدة اختيارات للعنوان المناسب لم أجد أفضل من عنوان «الفارس النبيل» الذي يستحقه المدافع الرائع فارس جمعة الذي قدم أنموذجاً حياً لكل معاني الولاء والانتماء والتضحية، وهي الصفات التي كانت وراء الإنجاز الكبير بتجريد
«الأسترالي» من لقبه، ولتضمن الكرة العربية مقعداً في المباراة النهائية للمرة الأولى منذ 2007. ولو أكمل «الأبيض» مشواره بنفس الروح القتالية التي أدى بها فارس جمعة المباراة، فإنه سيكمل مشواره إلى المباراة النهائية للمرة الثانية في تاريخه.
وستبقى الدقائق الأخيرة للمباراة عالقة بالأذهان، عندما سقط فارس جمعة، جراء اصطدامه برأس اللاعب الأسترالي، لكنه تمرد على إصابته بفقدان الوعي للحظات، وأصر على إكمال اللقاء برغم كل ما عاناه، ورفض نصيحة الأطباء بمغادرة الملعب، إلى أن استسلم مضطراً ، لرغبة الجهاز الفني لاستبداله، قبل أن يغادر الملعب إلى المستشفى.
ويا «فارسنا الجميل» لك من كل عشاق «الأبيض» كل التحية.
××××
ضرب «الأبيض» بتأهله إلى «مربع الذهب» أكثر من عصفور آسيوي بحجر واحد:
أولاً ثأر «الأبيض» لخسارته من أستراليا في نصف نهائي البطولة الماضية، وحال بينه وبين مجرد التأهل إلى نصف النهائي، كما رد اعتباره لخسارته أمام أستراليا
«ذهاباً وإياباً» في تصفيات كأس العالم الأخيرة.
ثانياً: استعاد «الأبيض» ثقة جماهيره في الوقت المناسب، فضاقت مدرجات استاد هزاع بن زايد بالجماهير الوفية التي لم تتوقف، ولو للحظة واحدة، عن مؤازرة منتخبها طوال الـ90 دقيقة، وكانت المكافأة التأهل إلى نصف النهائي.
ثالثاً: جاء الفوز على أستراليا ليرفع الضغوط عن المنتخب وجهازه الفني، وليس أمام الجميع، إلا أن يواصلوا دعمهم الكبير للفريق الذي أثبت أنه قادر على أن تكون له كلمة مسموعة بالبطولة، برغم كل ما تعرض له من انتقادات وتشكيك في مرحلة ما قبل ربع النهائي.
رابعاً: مارس الإيطالي ألبرتو زاكيروني هواية الفوز على أستراليا، وكرس حقيقة أنه بات «عقدة» للمنتخب الأسترالي، فاز عليه في نهائي كأس آسيا 2011، وأهدى منتخب اليابان لقبه الرابع، وقاد «الأبيض» للفوز على أستراليا، والتأهل إلى نصف نهائي 2019.
خامساً: حاصرت الكرة العربية المنتخب الأسترالي في البطولة الحالية، هزمه
«نشامى الأردن» في بداية المشوار، وقهره «فرسان الإمارات» في نهاية المشوار، وبدلاً من أن يتأهل إلى نصف النهائي، وجد نفسه يحجز على أول طائرة عائدة إلى سيدني!