يؤسفني ما آلت إليه حال كرة القدم الإماراتية على صعيد الأندية، ولا أقصد المستوى الفني فقط، بل على المستوى الأخلاقي.. فمن يعش على الأرض الإماراتية، ويعرف حقيقة وطيبة شعبها، فلا بد له أن يستغرب ويندهش من المستوى الذي وصلت إليه التصريحات والإشاعات والتغريدات التي تلهب وسائل التواصل الاجتماعي، وتؤجج الناس المنفعلين أساساً، إما من الأخطاء التحكيمية، أو المشاكل الإدارية، أو المستويات المتدنية، ولهذا فعلى الجميع أن يعي أن الإمارات وأمن الإمارات خط أحمر، يجب أن لا يتم تجاوزه، لا بقصد، ولا من دون قصد، وإذا سألني أحدكم كيف يتم التجاوز من دون قصد سأقول إن تصريحاً نارياً أو تغريدة لا تزيد عن 140 حرفاً، قد تجعل جمهوراً كاملاً من آلاف عدة ينفعل أكثر مما هو منفعل، وقد يؤدي الانفعال إلى شغب، والشغب مرفوض، لأنه خروج عن النص، وإخلال بالأمن، وهنا تقع المسؤولية كاملة على الإدارات ورؤساء الأندية، واللاعبين الذين يصرحون بما ليس من اختصاصهم، وحتى المدربين الذين يتحدثون عن الأندية الأخرى، وهذا ليس من شأنهم، كما أن توجيه الشتائم والاتهامات العلنية عبر وسائل التواصل التي باتت مُتابعة أكثر من وسائل الإعلام التقليدية، وأكثر تأثيراً منها في بعض الأحيان، لا بد أن يُجابه بحزم قانوني، وأعتقد أن المسؤولين ليسوا بغافلين عن مثل هذه المعالجات، حتى لا تتفاقم الأمور، ونفقد السيطرة على الجماهير، ولدينا أمثلة كثيرة وعديدة حدثت مؤخراً تنذر بما لا تُحمد عقباه، إن لم يتم حصرها ومحاصرتها، ثم القضاء عليها وعلى مسبباتها من جذورها، وعلى الجميع التحلي بالعقلانية والهدوء والابتعاد عن الاستفزاز وتصوير أنفسهم كضحايا حتى لو كانوا كذلك. همسة أخيرة: هل يستحق فاندرلي «كلاعب»، كل ما حدث ويحدث بسببه؟ مجرد سؤال لا أكثر.