هي فوضى؟!
ما أسهل الحلول الجاهزة.. تتورط مالياً، وتريد ضخ المزيد من المعونات، فتقوم بفرض «جباية» على الأندية المحترفة، كي تستطيع استكمال الوفاء بالوعود، ومنح بعض أندية الدرجة الأولى رواتب شهرية مضاعفة، وتكسب رضاها وتتفادى «زعلها» وسخطها!
وما أسهل أن تتبنى برنامجاً لحل أزمة العجز في بعض أندية الهواة، وتقوم بالحديث عن الابتكار في زيادة الموارد، وعن الميزانية الفائضة، وعن عقود جديدة والتفكير خارج الصندوق، ولحظة الجد.. تصدر تعميماً تفرض من خلاله رسوما مالية بطريقة غير مباشرة، لتجلس «رجل على رجل» مرتاح البال، وتعتقد أنك قد خرجت من الأزمة منتصراً.
معقولة.. نصل إلى هذه المستوى من العجز.. العجز في إيجاد حل حقيقي، والعجز في الإقناع.. والعجز في تحقيق الوعود.. والعجز في ابتكار طريقة ورعاية ومعلنين وموارد مالية.. والعجز في تفسير كل ما يحدث!!
أين ذهبت عقود الرعايات التي وعدتم بها، وأين صفقات تسويق دوري الهواة، وأين ذهبت حقوق رعاية المباريات التلفزيونية، وأين الكلام عن فائض في الميزانية، وعن خطة التقنين المالية، وتعديل الهيكل الإداري، وتصويب مسار الميزانية التي تحدثتم قبل الانتخابات؟.
توقعنا أن يقوم الاتحاد بتطبيق وتفعيل لائحة عقود اللاعبين الجديدة وفرض الرقابة المالية، والبحث مجدداً عن وعد الحوكمة الذي ضاع في الزحام، ومساعدة أندية الهواة في الخروج من مآزقها المالية بحل جذري، وليس من جيب الآخرين، ولكنها وبكل هدوء قامت بفرض رسوم جديدة على المحترفين، وكأنها تعاقبها، لأنها محترفة وغنية، وبدل أن تعلن عن آلية صرف هذه الرسوم، وكيف ستسهم في تطوير المجالات المتعلقة بهم، يخرج أحد أعضاء لجنة تطوير الأندية، ويعترف أن نسبة المعونات سترتفع وعدد الأندية التي ستستفيد منها ستزيد، وكأنه بطل زمانه الذي حل مشكلة كرة الإمارات، واستطاع بفكرة جهنمية فتح مغارة «علي بابا» بطريقة لم تطرأ على بال إنس ولا جان!
واليوم بعد أن أثارت هذه الرسوم الجديدة والمفروضة قسراً حفيظة أندية المحترفين، والتي وصلت لمرحلة من فقدان الثقة، لأن تطالب بفرض رقابة مالية على هذه المبالغ، والتأكد والجزم أنها لن تكون فاتورة وعود انتخابية سابقة، فكيف سيتصرف الاتحاد يا ترى!
التطوير يعني الارتقاء، والتطوير يعني الابتكار.. والتطوير يعني التجديد.. والتطوير يعني المضي قدما للأمام.. والتطوير يعني التحليق في السماء.. والتطوير يعني الخروج من نظام المدرسة القديمة، ولكن ما شاهدته أن التطوير يعني الفوضى وبيع الكلام.
كلمة أخيرة
ما أسهل أن تكون بطلاً على حساب الآخرين!