ليس مستغرباً ولا خارجاً عن المألوف تلك المشاهد التي رأيناها في ملعب محمد بن زايد، في العاصمة أبوظبي، عندما لعب الهلال السعودي أمام بيروزي الإيراني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا، المشهد سيتكرر أيضاً في مسقط، ولكنه في أبوظبي أخذ بعداً مختلفاً، عندما وقفت كل روابط الأندية الإماراتية خلف شقيقها السعودي، وتم تسيير حافلات إلى الملعب، ليكون الحضور الجماهيري مشابهاً إلى حد كبير، لما يمكن أن يكون عليه الحضور في الرياض، وهو ما منح الهلال الأريحية على اللعب، حتى ناقص الصفوف معظم الشوط الثاني، ولكنه وبعشرة لاعبين سجل هدفين عن طريق القادم من نادٍ إماراتي، وهو السوري عمر خريبين المنتقل من الظفرة. لهذا لم يكن أيضاً مستغرباً أن يلهج السعوديون جميعاً بالشكر للإمارات وشعبها، على هذه الوقفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهي الإمارات التي احتفلت لمدة أسبوع كامل باليوم الوطني السعودي السابع والثمانين، وكانت عبارة الإمارات والسعودية على جوالات كل إماراتي، عبر شركة اتصالات، وأعلام السعودية على كل شارع وكل مبنى، ولم يكن أيضاً مستغرباً دعم حتى العيناويين الذين خسر فريقهم أمام الهلال، تحديداً في الدور ربع نهائي، ولكن عندما نتحدث عن العلاقة السعودية الإماراتية، فهذا يفوق أي رؤية ضيقة، وهو ما سمعناه بعد الفوز الإماراتي على السعودية في تصفيات كأس العالم، فقد كان البعض يتمنى فوز السعودية لأن «الأبيض» الإماراتي كان فاقد الأمل بالتأهل، ولم يكن الإماراتيون يفضلون أن يعقّدوا مهمة «الأخضر»، ولكنهم لعبوا بشرف كما يجب أن يُلعب فاستحقوا تصفيق الخاسر ومشجعيه. من أبوظبي قطع الهلال السعودي تقريباً تذكرة الوصول للمباراة النهائية للبطولة التي وصفها الكثيرون بالعقدة، لأن الهلال يصل لأمتارها الأخيرة، ثم تستعصي عليه، كما حدث أمام ويسترن سيدني الأسترالي عام 2014، ولعب إياب النهائي في الرياض، ولكنه فشل في ترجمة عشرات الفرص، وهو الذي تعرض لظلم تحكيمي ما زال بالذاكرة من الياباني نيشيمورا، وقبلها وبعدها محاولات لم يكتب لها النجاح، ولكن الكرة السعودية تعيش حالياً أحلى أيامها أندية ومنتخبات وقرارات، لهذا أعتقد أن الهلال قد يفك العقدة، ويتوج بطلاً من جديد للبطولة التي لطالما أنتظرها عشاقه.