تعقيباً على ما كتبت بالأمس تلقيت العديد من الرسائل والتعليقات من القراء حول مبلغ الاستهتار والاستخفاف بحياة الإنسان على خلفية حادثة غرق طفل في ذلك المتنزه بأبوظبي· وأورد أحدهم نموذجاً صارخاً لما يجري في مسبح تابع لأحد أندية العاصمة لا يبعد كثيراً عن المقر الرئيسي للدفاع المدني، حيث النادي على استعداد لصرف الملايين على المدربين واللاعبين، و'يستبخل' دراهم معدودات على منقذ مؤهل·
يقول صاحبنا 'ذهبت مع أولادي إلى مسبح نادي (····) في أبوظبي، وفي اللحظة التي دخلت فيها المسبح سمعت صراخاً لوجود 'طفل غريق' ، نظرت فإذا بطفل دون حراك في القسم العميق من المسبح، سألت عن المنقذ ؟، فأشاروا إلى شاب هندي بملابسه الكاملة يحاول مد عصا طويلة لسحب الطفل الذي لا يتحرك أصلاً في قعر المسبح· لا شعورياً قذفت نفسي وتمكنت من إخراج الطفل، لكنه كان قد فارق الحياة، بعد ان بقي أسفل البركة لمدة خمس دقائق أو أكثر· عندما سألت المنقذ لماذا لم تنزل وتنقذ الطفل، ولماذا أنت بملابسك الكاملة؟ ،ذهلت عندما قال إنه لا يعرف الإنقاذ، رغم أنه معين بوظيفة منقذ، وهو في الواقع عامل تنظيف للبركة· ذهبنا إلى الشرطة، وهناك ألقت إدارة النادي باللائمة كلها على الهندي وأخذوا شهادتي وغادرت·
بعد عدة أشهر رجعت للنادي، ففوجئت بأن الهندي مازال يعمل في المسبح، وأنهم عينوا منقذاً عربياً وجدته داخل البركة يدرب الأطفال على السباحة، فقلت له كيف تعمل منقذاً ومدرباً في آن واحد؟· المنقذ يجب أن يكون متفرغاً كلياً لعمله لأن الطفل ممكن أن يغرق في لحظة، وأنت لا تستطيع مراقبة مسبح بهذا المقاس الأولمبي'· فقال لي كلامك صحيح ولكن الإدارة طلبت مني ذلك، إنقاذ وتدريب'· انتهى التعليق ولا تعليق!!·