الرياضة تبدأ من المدرسة، والموهبة يتم اكتشافها منذ نعومة أظافرها حتى يتاح لها الوقت الكافي لصقلها وتطويرها، ومن هذا المنطلق كانت تلك المبادرة الرائدة من مجلس أبوظبي الرياضي بإطلاق دوري أبطال مدارس إمارة أبوظبي لـ7 ألعاب رياضية اعتباراً من شهر نوفمبر المقبل وسيظل متواصلاً طوال الموسم الدراسي على أن يختتم في مارس من العام القادم.
ستشمل المبادرة إقامة المنافسات الرياضية لطلاب 411 مدرسة في أبوظبي والعين والظفرة، وسينخرط فيها آلاف الطلبة في مختلف الحلقات، وهو دعم مهم لمشروع الرياضة المدرسية التي بحت أصواتنا وجف حبر أقلامنا ونحن نطالب بأن تبدأ عملية بناء الرياضيين من هذه المرحلة المبكرة، فهم الغد القادم وهم بذور الأمل، من هنا جاء شعار المبادرة وهو قفزة إلى المستقبل.
لو كان الهدف من هذه المبادرة تشجيع الصغار على ممارسة الرياضة، وما تشمله من أهداف جانبية كمحاربة السمنة والبدانة، وزيادة الوعي وتوفير بيئة صحية مناسبة لكفاها، ولكن قد تكون الأهداف الأخرى ملموسة وواضحة للعيان وأكثر شمولية ومنها اكتشاف للعديد من المواهب، إذا ما كانت المبادرة شاملة وأشرف عليها الأشخاص المناسبون من خبراء وفنيين.
جميلة جداً هذه الشراكة بين مؤسسات المجتمع المختلفة، وعندما وضع القائمون على مجلس أبوظبي الرياضي ووزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة في إمارة أبوظبي المصلحة العليا المشتركة نصب أعينهم، ظهرت لنا مثل هذه المبادرة، ولا يمكن أن نحصر الفوائد العديدة التي سنستخلصها من مثل هذه المبادرات، والتي نتمنى أن تكون مقدمة للعديد من الشراكات المجتمعية مع القطاعات الرياضية لما فيه مصلحة المجتمع والرياضة في نفس الوقت.
نتمنى أن تنجح هذه البادرة وتحرك المياه الراكدة، وتتحرك معها همم المسؤولين في مختلف إمارات ومدن الدولة، ونشاهد فعاليات مماثلة في كل مكان، واليوم مبادرة دوري أبطال مدارس أبوظبي في مجلس أبوظبي الرياضي، وفي العام الماضي أطلق مجلس دبي الرياضي وسام حمدان بن محمد للمدارس التعليمية الرياضية من أجل نشر وتطوير ممارسة الرياضة في المؤسسات التعليمية، كنشاط أساسي يسهم في صحة وسعادة الطلبة واكتشاف وتنمية المواهب الرياضية.
وفي انتظار اهتمام أكبر بقطاع الرياضة المدرسية في كل المناطق التعليمية، فهو القاعدة والأساس، هو كنز المواهب غير المستغل، هو البداية السليمة والمفترضة والتي أهملناها خلال العقود الماضية، هذا القطاع هو الغد المشرق وحلم المستقبل، تأخرنا كثيراً ولكن أن نصل متأخرين خير من ألا نصل.