بوش.. وميسون
تعيش اميركا هذه الايام جدلا واسعا في اعقاب الاصلاحات التي تقدم بها الرئيس جورج بوش لإصلاح قوانين الهجرة ، ولتأكيد اهتمام ادارته بالمهاجرين باعتبارهم الدم المتجدد لبلد قام اصلا عليهم، حرص بوش على حضور مراسم احتفال أقيم مؤخرا في واشنطن لتسليم مجموعة من المهاجرين وثائق حصولهم على الجنسية الاميركية· والقى كلمة عبر فيها عن اعتزاز بلاده بدور المهاجرين ، واشار تحديدا الى مهاجرة بوليفة تدعى فيرونيكا قال انها تعمل بجد في احد المطاعم الى جانب تعلم اللغة الانجليزية، وهي اليوم مواطنة اميركية، قبل ان يواصل كلمته ويقول' وهناك مواطنة اخرى جديدة بيننا اليوم هي ميسون شاهين تعمل في تدريس اللغة العربية بكلية عسكرية وتتلقى دروسا في اللغة الانجليزية في كلية مدنية، وترى في وطنها الجديد الولايات المتحدة رمزا للعدالة والحرية واحترام البشر لإخوانهم البشر'· اغرورقت عينا ميسون بالدمع، وتأثرت عندما نزل رئيس اكبر دولة في العالم من المنصة لمصافحة الحشد الذي كانت بينه ، وعندما عرفته باسمها قال لها' شكرا لك على سماحك لي باستخدام اسمك في خطابي'، وغادر الحفل· وبقيت ميسون تروى للصحافيين اتصال البيت الابيض بها للاستفسار عن بعض بياناتها الخاصة ، اعتقدت ان الامر يتعلق بتصريح امني لحضور الحفل، ولم تكن تتصور ان اسمها سيكون ضمن الخطاب الرئاسي·قالت ''انني من اصل فلسطيني ومولودة في دولة عربية يستحيل ان تمنحني جنسيتها رغم انها مسقط رأسي، والموطن الذي نشأت فيه ولم أعرف وطنا غيره'، وها انا قد اصبحت مواطنة اميركية بعد سنوات قليلة من وصولي مع زوجي المتجنس الاميركي'· انتهت قصة ميسون التي لا نتذكر امثالها الا مع كل مؤتمر فخم نعقده عن عرب الاغتراب الذين ضاق بهم وطن يمتد من الماء الى الماء·