** أثبت مُنتخب كوت ديفوار الحائز على لقب أحسن منتخب في أفريقيا لعام 2007 أنه مرشح فوق العادة للفوز بلقب بطولة أمم أفريقيا ''غانا ''2008 بعد خماسيته بمرمى غينيا في رُبع النهائي وكأنه يوجه إنذاراً لجميع المنتخبات الأخرى بأنه الأحق والأجدر باللقب الكبير· ** إنه فريق أشبه بأوركسترا يقودها المايسترو ديدييه دروجبا، ولا تعرف النشاز، ويكفي أنه كسب مباراته الرابعة على التوالي، وبعد كل مباراة ينال إشادة وتقدير الجميع، ويزداد عدد من يرشحه لاعتلاء عرش البطولة· ** وفي نفس ليلة الخماسية الإيفوارية، عبر منتخب غانا مأزقاً كبيراً عندما اضطر لاستكمال المباراة منقوصاً من أحد لاعبيه وتمكن من اصطياد نسور نيجيريا في ليلة لا يمكن أن ينساها الألماني بيرتي نوجيتس الذي أخفق حتى الآن آسيوياً وأفريقياً، حيث لم ينجح مع منتخب الكويت في ''خليجي ''15 بالرياض، وها هو يسقط في الامتحان الأفريقي مع نجوم نيجيريا· ** ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن كارلوس البرتو بيريرا المدرب السابق لمنتخب البرازيل الحالي والمدرب الحالي لمنتخب جنوب أفريقيا هو أغلى مدرب في البطولة على الإطلاق حيث يحصل على 240 ألف دولار شهرياً وهو ما يعادل أكثر من 8 آلاف دولار يومياً· ** وأذكر أن بيريرا عندما تولى تدريب منتخب الإمارات عام 1984 خلفاً للمدرب الإيراني حشمت مهاجراني كان يحصل على 20 ألف دولار شهرياً وبعد نجاحه مع الأبيض في دورة الخليج التاسعة بالرياض عام 1988 تلقى عرضاً لتدريب الأخضر السعودي مقابل 50 ألف دولار، وعندئذ طلب من اتحاد الكرة أن يسمح له بالانتقال من أبوظبي إلى الرياض لاعطائه الفرصة لنيل لقب أغلى مدرب في تاريخ الكرة الخليجية· ** وعندما عاد كارلوس لتدريب منتخب الإمارات عام 1990 خلال نهائيات مونديال إيطاليا، وقع عقداً يحصل بموجبه على مائة ألف دولار في ثلاثة شهور تشمل فترة إعداد الفريق للنهائيات وقيادته خلال كأس العالم! ** ولاشك أن ذكاء كارلوس كان أحد أهم أسباب نجاحه وحصوله على راتب يساوي ما يحصل عليه نصف عدد مدربي المنتخبات المشاركة بالبطولة الأفريقية، لاسيما لو علمنا أن محمد عبدالله ''مازدا'' مدرب السودان قام بمهمته دون مقابل! ** كما يتجسد ذكاء كارلوس في قبوله عرض اتحاد جنوب أفريقيا، لاسيما أنه لم يَعِد أحداً بالمنافسة على اللقب الأفريقي، وأنه يبني فريقاً جديداً يشارك به في نهائيات مونديال 2010 الذي يشارك فيه ''أولاد مانديلا'' دون الدخول في غمار التصفيات، باعتبار جنوب أفريقيا هي الدولة المنظمة، أي أن كل الظروف في صالح كارلوس، مهما كانت النتائج التي يحققها الفريق· ** ويا حظك يا بيريرا·· واللهم لا حسد!