بالتأكيد يقع علينا -نحن الإعلاميين- دور حيوي حيال انتخابات المجلس الوطني الاتحادي الذي نشهد نهاية هذا الأسبوع آخر أيامه، ويتمحور دورنا صراحة في دعم التجربة لتصل لدرجة النضج التي يتوقعها الإماراتيون على مستوى القيادة والشعب؛ ولكن كيف لنا أن نقوم بذلك؟
تحدثت عبر هذه الزاوية منذ أسبوعين، حول سلوك الناخب الناضج المدرك للأمانة التي يحملها، كونه يملك صوتاً يُمنح بموجبه حق الذهاب إلى صندوق الانتخاب واختيار من يمثله في المجلس الوطني الاتحادي، ولكن هل نضوج الناخب مسؤولية فردية تقع عليه وحده؟ أنا على قناعة تامة بأن على الإعلام دوراً كبيراً في حث وتشجيع الناخب ليدرك أهمية أن يستغل الفرصة التي منحت له -تلك الفرصة التي ينتظرها كل أبناء الوطن ويترقبونها بكل شغف-، وليعرف أنه بصوته إنما يحمل أمانة ما يقارب أربعة أشخاص آخرين من إخوانه المواطنين، لم يكن لهم نصيب في أن تكون أسماؤهم في اللجنة الانتخابية.
وبالإضافة إلى ذلك على الإعلام دور في مساعدة الناخب ليعرف ويحسن اختيار من سيرشحه، فلا تلك الصور الإعلانية المعلقة في كل مكان ولا طنطنة الأسماء عبر الدعايات المنتشرة والوعود المبهرة وسيلة اختيار أمينة. على الإعلام دور آخر في غاية الأهمية، وهو أن يشير بشكل أو بآخر إلى صلاحيات المجلس الوطني وصلاحيات أعضائه التى يتحركون بموجبها. إذ من غير المنطقي أن يطلق مرشح عدداً من الوعود للناخبين لا تندرج أساساً ضمن صلاحيات المجلس الذي سينتمي إليه. وإن حدث هذا فسيكون له دلالتان لا ثالث لهما: إما أن المرشح لا يدرك منظومة العمل التشريعي، ولا علم لديه بصلاحيات المجلس وهذه «مصيبة» إذ ما الخير الذي نرجوه من مرشح يصل إلى مقعد بهذه الحساسية، ولا يعلم ما الذي يتوجب عليه فعليه أو قوله من عدمه؛ أو أنه يدرك صلاحيات المجلس ولكنه يستغل عدم علم الناخب بهذه الصلاحيات، فيخدعه ويغرر به ليفوز بصوته.. وهذا في رأيي مصيبة أعظم.
رسالة: هناك أمانة كبيرة نتحملها كإعلاميين إماراتيين تجاه هذه التجربة الانتخابية، وعلى الجميع أن يعي دوره في هذا الأمر. فالحياد أحياناً قد يُعد انحيازاً، وفي هذا الشأن بالذات، يعني انحيازاً ضد الوطن.