لا يمكن لأي إنسان يعيش في الإمارات أو يزورها، إلا أن يبقى مندهشاً ومتسائلاً طوال الوقت، مندهشاً لأن هذه الدولة تسير مثل الساعة السويسرية رغم أننا كعرب، ولنعترف بذلك، لسنا دقيقين جداً في شوارعنا أو بنانا التحتية أو تعاملاتنا الحكومية، ويغلب الروتين والبيروقراطية على معظم حياتنا، ولكن في الإمارات يمكنك إنجاز معاملة قد تستغرق أسبوعاً أو حتى شهراً في أهم دول العالم، يمكنك إنجازها «أون لاين»، وفي دقائق معدودة.
الإمارات كلها تحولت إلى الإنترنت في معظم مناحي الحياة، خلال فترة قصيرة، وبناها التحتية من شوارع وجسور ومطارات ومترو وترامواي وفنادق ومنتجعات سياحية ومرافق ترفيهية وأبنية تعانق «هام السحب» هي الأفضل في العالم كله، حسب بيانات عالمية و«ليست محلية»، وشركات الطيران حلم كل مسافر، والأهم أن ملايين الزوار الذين يأتون الإمارات حتى في حر الصيف، يدخلون البلاد بكل سلاسة، وخلال أوقات قياسية، ومن ذهب إلى لندن مثلاً سيعرف عن ماذا أتحدث، وكيف يقضي الراكب حوالي الساعة في طوابير طويلة، كي يصل دوره في الدخول، بينما هنا كل شيء سلس ومؤتمن، ويمكنك الدخول من بوابات إلكترونية خلال أقل من 10 ثوانٍ فقط.
هذه هي الدهشة، أما التساؤلات التي لا تنتهي، فهي تتمحور حول موضوع واحد: كيف ومتى تمكن الإماراتيون من الانتقال ببلادهم من حالة إلى حالة خلال أقل من نصف قرن، وكيف بات ملايين الزوار من دول متقدمة وعظمى يأتونها ويأخذون الصور بجانب معالمها صيفاً وشتاءً؟
والجواب بكل بساطة هو «الرؤية».. نعم رؤية شيوخها وقادتها وحكامها.. رؤية زايد وراشد، ومن بعدهما أبناؤهما الذين ساروا على الدرب، حتى تابع العالم يوم الأربعاء، أول إماراتي ينطلق إلى الفضاء، وأول عربي يدخل المحطة الفضائية، ومع هذا ووسط الاحتفالات الكبيرة للإماراتيين بدخول عصر الفضاء، كانت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على «تويتر»، تقول: «وصول هزاع المنصوري للفضاء، هو رسالة لكل الشباب العربي.. بأننا يمكن أن نتقدم.. ونتحرك للأمام.. ونلحق بالآخرين.. محطتنا القادمة هي المريخ عن طريق مسبار الأمل الذي صممه ونفذه شبابنا بكل اقتدار».
نعم هي الرؤية، وعدم الركون للإنجاز، بل التطلع لإنجاز آخر، ولتقدم آخر، فطموح الإمارات لا ينتهي ولا سقف للإنجاز، ولا تفكير بشيء اسمه «مستحيل».