ربما هي البطولة الأكبر التي تشهد كل هذا العدد من الضحايا، بالرغم من أن رحاها ما زالت تدور على أرض الإمارات، وربما يكون هناك المزيد قبل أن تضع بطولة أمم آسيا أوزارها وتفصح عن بطلها في النسخة الحالية.
كان الصربي ميلوفان ريفاتش المدير الفني لمنتخب تايلاند أول الضحايا، ورحل بعد مباراة واحدة، بعدها أعاد الفريق ترتيب أوراقه وتمكن من بلوغ الدور الثاني، وتصعد لمواجهة الصين التي أطاحتها بهدفين.
وأقال الاتحاد السوري مدربه بيرند شتانجه بعد الخسارة أمام الأردن بهدفين في الجولة الثانية من دور المجموعات، وقرر تعيين الوطني فجر إبراهيم بدلاً منه، لكن حتى الوطني لم يفعل شيئاً، ليقرر الاتحاد حل الجهاز الفني بأكمله وكذا عدد من لجان الاتحاد.
وأعلن مدرب المنتخب السعودي خوان أنطونيو بيتزي انتهاء عمله مع «الأخضر»، بعد الخسارة من اليابان والخروج من ثمن النهائي، لكن الاتحاد السعودي تجاهل تصريحات مدربه ولم يقطع الشك باليقين.
وامتدت قائمة الضحايا إلى البحرين التي كرمت منتخبها، بعد عرضه البطولي أمام كوريا الجنوبية برغم الخروج، لكنها أعلنت رحيل الجهاز الفني بقيادة التشيكي ميروسلاف سكوب، ولحق بالراحلين الإيطالي مارشيلو ليبي مدرب منتخب الصين، بعد ثلاثية إيران، وبرغم أن عقده كان قد انتهى بالفعل، إلا أن الثلاثية قطعاً عجلت بـ«الطلاق»، ورحل ليبي غاضباً، فهو وإن انتظر الخسارة لكنه لم يتوقعها بهذا الشكل.
أحياناً، يبدو الرحيل منطقياً وعلاجاً ناجعاً لكنه ليس - أبداً- الحل الوحيد، فقد تكمن العلة في مكان آخر.. قد تكون في اللاعبين أو في اللجان وربما الاتحادات، لكن تغيير المدرب هو الحل الأسرع والسهل.
ومن بين كل المدربين الراحلين، يبدو الإيطالي مارشيلو ليبي المدير الفني السابق للمنتخب الإيطالي الفائز بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا، حالة فريدة.. أي نعم فإن مهمته انتهت مع «التنين»، لكنْ الطرفان خرجا خاليي الوفاض، وربما نالت التجربة من تاريخ ليبي، الذي أغراه الراتب الكبير بخوض مغامرة كانت محفوفة بالخطر، ولن يذكر المدرب الإيطالي من الصين سوى ما حققه مع جوانزو إيفرجراند الذي قاده بين 2012 و2014، وقاده إلى لقب دوري أبطال آسيا والسيطرة على الدوري المحلي، لكن منذ تسلمه الإدارة الفنية للمنتخب الصيني لم يحقق «التنين» شيئاً على صعيد القارة، وفشل في تحقق اللقب الآسيوي الأول.
سيظل ذلك هو حال المدربين، الذين لا تتعلق مصائرهم فقط بما يقدمون ولا بما يمتلكون من سير ذاتية، ولكنها تتعلق برأس أو قدم لاعب، وهم أقرب «شماعة»، وأسهل قرار، هرباً من غضب الجماهير ربما تنطفئ النار.

** كلمة أخيرة:
يرحلون من هنا.. يصلون هناك.. كل من في الكرة مثلها