لا أتصور أنّ هناك حزيناً على خسارة المنتخب الصيني الثقيلة أمام إيران، ووداعه كأس آسيا، أكثر من الجماهير الصينية التي كانت تحلم بأن تكون كرة بلادها قوة عظمى على الصعيدين العالمي والآسيوي، بما في ذلك السعي للتأهل الدائم لنهائيات كأس العالم، وطموح الفوز باللقب المونديالي عام 2050.
وما قدمه الفريق الصيني أمام إيران على مستوى الأداء والنتيجة يوحي بأن النوايا الصينية الطيبة وحدها لا تكفي، لأن «التنين» بدا في ربع النهائي أشبه بملاكم يخسر بالضربة القاضية من أول جولة.

ولا شك في أن المحصلة النهائية لمشاركة المنتخب الصيني، التي توقفت عند حاجز ربع النهائي، من شأنها أن تلقي بظلالها على الاستراتيجية التي وضعتها الصين، من أجل أن تتحول إلى قوة كروية هائلة، من شأنها أن تحصد الألقاب القارية والدولية، حتى أن المسؤولين وضعوا كرة القدم ضمن المناهج الدراسية، ويطمحون إلى ضخ استثمارات بقيمة 840 مليار دولار حتى 2025، مع إنشاء أكبر أكاديمية لكرة القدم في العالم تضم 2500 لاعب، ويشرف عليها مائة مدرب صيني، و22 مدرباً إسبانياً، وتهدف الخطة أيضاً إلى تشجيع 50 مليون مواطن صيني على ممارسة كرة القدم بحلول العام المقبل، ناهيك عن ضخ 150 مليون دولار لتعزيز مكانة الدوري الصيني بجذب نخبة من ألمع نجوم الكرة العالمية.
وليس أمامك إلا أن تتصور، إزاء تلك الأفكار الطموحة، حجم الصدمة التي تعرض لها الصينيون، وهم يتابعون منتخبهم وهو يسقط أمام كوريا، ويخسر رهانه أمام المنتخب الإيراني الذي تأهل إلى نصف النهائي بثلاثية نظيفة، !
ويا خسارة «الفلوس»!
××××
أثبتت مباراة اليابان وفيتنام في ربع النهائي صدق المقولة الحديثة «فار لك»، و«فار عليك»، حيث لجأ الحكم المونديالي محمد عبد الله الذي أدار المباراة إلى تقنية الفيديو، في أول تطبيق لها بالبطولة، فألغى هدفاً لليابان سجله الكابتن يوشيدا برأسية رائعة، لكن «الفار» أثبت أن اللاعب لمس الكرة بيده، قبل أن يحولها داخل المرمى، كما احتسب «الفار» ركلة جزاء صحيحة لمنتخب اليابان، سجل منها «الساموراي» هدف المباراة الوحيد الذي صعد باليابان إلى المربع الذهبي.
وأكدت البطولة أن منتخب اليابان يؤمن بأن «خير الكلام ماقل ودل»، بدليل أنه يكسب كل مباراة بفارق هدف وحيد، يحقق من خلاله طموح التأهل للمرحلة التالية.