ديربي النصر والوصل هو حدث مدهش بكل تأكيد، ومباراة لا يمكن الاستغناء عنها في قائمة الحرص والمتابعة، ومنذ انطلاقة دورينا قبل أكثر من 46 عاماً، وفي كل تحولاته وتقلباته، يبقى هذا الديربي حالة فريدة، ديربي مختلف لا يشبه غيره من المواعيد، فهو يستنفر العشاق ويستفز المحايدين، ولا يعترف بمستوى الفريقين ولا موقعهما من جدول الترتيب، هي 90 دقيقة ولكنها كرة القدم في أصدق حالاتها، هي مجرد مباراة ولكنها بطولة في حد ذاتها.
من حسن حظ مسابقة دوري الخليج العربي هذا الموسم أن تشهد انطلاقته وفي الجولة الأولى مباراة النصر والوصل، بكل ما تحمله من إثارة وتحدٍ وندية، بدأت في عصور ما قبل وسائل التواصل الاجتماعي، واليوم أصبحت تواكب وسائل التطور والحداثة، فالويل للخاسر والمجد لمن يفوز، أن يبدأ الدوري بهذا الديربي أشبه بمن يستهل صباحاته على صوت فيروز.
لم تحمل المباراة تلك المتعة التي توقعناها، ربما بسبب الطقس الحار والرطوبة، وربما لحساسية المباراة دور كذلك، ولكنها كبداية تعتبر مقبولة، زادها حلاوة الحضور الجماهيري المميز الذي أنقذ سمعة مدرجات الجولة الأولى، وكان أسوأ ما فيها الصرخة المدوية التي أطلقها عبدالرحمن علي مدافع الوصل وخروجه من الملعب متأثراً بالإصابة، أما الأجمل فكان ذلك الشاب النصراوي الموهوب سعيد سويدان.
لم يكسب النصر نقاط المباراة ولكنه كسب لاعباً سيكون له شأن كبير إذا ما حافظ على نفسه، وطور من إمكانياته، وعرف قيمة موهبته، وأن يكسب نجومية مباراة بحجم هذا الديربي بما يضمه من أسماء ونجوم هي شهادة ميلاد يجب عليه استغلالها والبناء على مكتسباتها، فنحن في أشد الحاجة لمثل هذه المواهب، التي تشكل إضافة حقيقية لمسابقاتنا وفرقها ومنتخباتنا الوطنية.
ما زلنا في البداية، ومن المهم أن يواصل الفريقان المسابقة بنفس الرغبة والجدية، هكذا فقط ستعود رياضتنا إلى الواجهة، وهكذا ستزدهر كرتنا وتستعيد الكثير من بريقها وألقها، عندما تكون الفرق الكبيرة في كامل جاهزيتها، وعندما تدرك القوى التقليدية مكانتها وقيمتها، وتكون المنافسة على أشدها، ستتطور مسابقاتنا، وستعود الجماهير، وتنتعش المدرجات.
النصر والوصل، ديربي بر دبي هي حكاية أولى، ولا تزال هناك الكثير من الحكايات التي سوف تروى، ومن الضروري والحكمة الاستفادة من مثل هذه القمم وكل ما يتعلق فيها سواء خارج الملعب أو داخله، من أجل الترويج لمسابقاتنا وزيادة شعبيتها والبناء عليها، فهي مباريات جماهيرية، لها قيمة تاريخية، وإذا عرفنا كيف نستغلها ستكون إرثاً ثميناً وثروة قومية.