ما مضى شأن، واليوم شأن آخر، منتخبنا الوطني في مواجهة «الكنجارو» الأسترالي، ومباراة العبور إلى الدور نصف النهائي، ورد الدين للفريق الضيف الذي حرمنا قبل 4 سنوات من الذهاب إلى المباراة النهائية، وقتها كان يخوض البطولة على أرضه ووسط جماهيره، واليوم انقلب الحال، فالمباراة على أرضنا، استاد هزاع بن زايد في مدينة العين، والجمهور سيكون هو اللاعب الأكثر أهمية والأشد خطورة على الفريق المنافس، بسلاح الانتماء وضجيج الأصوات، نريدها عالية مدوية يتردد صداها «إمارات، إمارات».
الوصول إلى الدور ربع النهائي كان هدفاً مرحلياً حققناه بنجاح، ومع كل تقدم يصبح الطموح أعلى وأكبر، واليوم أمام حامل اللقب سيكون منتخبنا أمام اختبار حقيقي وجدي في مواجهة الجرافات الأسترالية، ولعل التدرج في مستوى قوة المنافسين، والذي صادفه منتخبنا في هذه البطولة هو في مصلحتنا، ومساحة الحلم تتسع يوماً بعد الآخر، وفي مرحلة خروج المغلوب من الضروري أن نكون في قمة حضورنا الذهني والبدني، ولتكن مباراة خالية من الأخطاء، حافلة بالبذل والعطاء، فالمعنويات في أوجها والطموحات تعانق السماء.
أخطر ما في مواجهة اليوم، هي تلك التحليلات والقراءات الفنية التي تقلل من المستوى الذي ظهر عليه منتخب أستراليا خلال هذه البطولة، وليس من المعقول أن يتحدث البعض عن المنافس ويصفه بالمنتخب العادي، أو أن يستشهد البعض بخسارته الأولى أمام «نشامى» الأردن، هذا الحديث ليس مقبولاً، ويجب أن نضع الأمور عند نصابها، فلطالما كان المنتخب الأسترالي قوياً منذ دخوله إلى القارة الآسيوية، فهو وصيف 2011 وبطل 2015، ومواجهته ستكون صعبة، ولكن التفوق عليه ليس مستحيلاً، ولا يندرج تحت بند المعجزات بالطبع.
للجمهور كلمة هذا المساء، وهل هناك حافز لهذه الجماهير أكبر من مساندة المنتخب الوطني في هذه المرحلة المفصلية، وهل هناك مباراة أهم من هذه التي تقود المنتخب إلى الدور نصف النهائي، وتجعله أقرب إلى معانقة الحلم المنتظر، سيكون سلاح الجمهور مهماً لمنتخبنا، وهذه المناسبات لا تتكرر كثيراً، ويجب علينا استغلال كل أسلحتنا واستثمار كل أوراقنا الرابحة، من أجل الفوز واجتياز عقبة «الكنجارو» الأسترالي.
الطريق إلى نصف النهائي يمر عبر محطة حامل اللقب، ولا شك أن الإيطالي زاكيروني، عكف خلال الأيام القليلة الماضية، على دراسة المنافس، وقام بوضع الخطة المناسبة والتكتيك الملائم، من أجل مواجهته والتغلب عليه، ومن أجل تحقيق الأحلام لابد من التضحيات، فعلى الجماهير مسؤولية كبيرة، والكرة في ملعب اللاعبين، من أجل الفوز والتأهل ورد الدين.