إعلان فارس التميز وعاشق المركز الأول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن أفضل وأسوأ خمسة مراكز للخدمة الحكومية ضمن التقرير السنوي للتقييم الشامل عن الخدمات المقدمة للمتعاملين في 600 مركز حكومي للخدمات على مستوى الدولة، يمثل النموذج المتفرد للإدارة الحكومية الذي أرساه سموه، ويحمل في طياته فكر صاحب الرؤية الثاقبة والسديدة في خدمة الناس، وعبر عنها في أكثر من مناسبة بقوله «نحن سلطة في خدمة الناس لا سلطة على الناس».
من خلال هذا القول الموجز البليغ ظهرت مبادرات عدة أطلقت العنان للتسابق لتقديم أفضل الخدمات للمتعاملين، وتغيرت تلك الصورة النمطية عن الأداء في الدوائر والوزارات والمؤسسات الحكومية، حيث جرى تصنيفها بحسب النجوم.
البعض في جهات عدة اختزل الارتقاء بالخدمات ببعض المظاهر الصورية كاستقبال المراجعين بعربات «الجولف» من مواقف السيارات وبالتمر والقهوة، ونشر صورة «الوجه الباسم» في أرجاء المكان، بينما ظلت دورة العمل لديه بذات الروح البيروقراطية المتكلسة.
جسدت النتائج دقة وجدية معايير المتابعة ولعل إحدى صورها فرق المتسوق السري للوقوف على كيفية الأداء وأسلوب المعاملة والحرص على تقديم الخدمة بأسلوب حضاري ينطلق من روح القوانين واللوائح قبل نصوصها، وهو الأمر الذي أصبحنا نلمسه انطلاقاً من وعي شريحة واسعة من الموظفين بأن دورهم وواجبهم خدمة المتعاملين والحرص على راحتهم وإسعادهم. الإعلان حمل في طياته كذلك رسالة شديدة الوضوح تعزز مبدأ الثواب والعقاب، وبأن «لا عذر لمقصر» كما قال أبو راشد. مبدأ الثواب والعقاب مهم جداً، فالمجد المجتهد المتميز ينال ما يستحق من رعاية واهتمام وتشجيع وتحفيز. أما المقصر الذي يصر على المضي في طريقه ويتحول لطاقة سلبية تعيق التطور والأداء في أي مرافق العمل، فذاك غير جدير بتحمل شرف الأمانة والمسؤولية الكبيرة التي وضعت بين يديه لخدمة المتعاملين في دائرة اختصاصه.
في إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للنتائج رسالة لبعض المسؤولين الذين يخفون عن الجمهور ووسائل الإعلام حقائق ما يجري ضمن دائرة اختصاصهم، لأن «تكلفة إخفاء الأخطاء والتقصير أكبر بكثير».
الشفافية أصبحت سمة الأداء وهي ممارسة تتطلب من الجميع في مختلف مفاصل الأداء الحكومي الالتزام بها، فشكراً لكل من اجتهد لخدمة مواطنيه والمتعاملين واستحق هذا التقدير الرفيع، وستظل الإمارات منارة للتميز.