قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إشارة واضحة لوحدة هذا الشعب، وتكاتفه في مواجهة كل ما من شأنه أن يحد من طموحاته وتطلعاته، من أجل أن تكون الإمارات دائماً الرقم واحد.
وعندما استشعر سموه صعوبة الموقف الذي يواجهه منتخب الوطن في كأس آسيا، بادر بحضور مباراته مع قيرغيزستان، بين الجماهير، موجهاً رسالة إلى كل جماهير «الأبيض»، مفادها أن دعم المنتخب واجب وطني، وسموه القائل ذات يوم «أنا واحد من هذه الجماهير» العاشقة لتراب وطنها، والقائل أيضاً أن المنتخب يكون أحوج لدعم جماهيره، ليس في أوقات الفرح والانتصارات فقط، بل في الأوقات الصعبة التي تستوجب التلاحم والتكاتف ما بين «الأبيض» وجماهيره الوفية والمخلصة.
ولنجسد جميعاً مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأن «البيت متوحد».
وكم أسعدني ذلك التجاوب السريع مع الرسالة التي وجهها سموه من داخل مدرجات استاد مدينة زايد الرياضية لكل جماهير «الأبيض»، حيث بادرت الأندية بحشد جماهيرها صوب استاد هزاع بن زايد لمؤازرة المنتخب اليوم، عندما يواجه «الكنجارو» الأسترالي حامل اللقب، في مباراة لا تحتمل الحلول الوسط، نتمنى جميعاً أن يتجاوزها «الأبيض»، وصولاً إلى مربع الذهب، إن شاء الله.
ويا نجوم «الأبيض» ثقوا أن جماهيركم لن تتخلى عنكم، وتأكدوا أن التغلب على أستراليا ليس سهلاً، لكنه في الوقت ذاته ليس مستحيلاً، واسألوا أشقاءكم الأردنيين الذي قهروا حامل اللقب في بداية مشوارهم بالبطولة، وراجعوا مباراتهم مع أوزبكستان التي عانوا خلالها الأمرّين إلى أن انحازت لهم ركلات الحظ الترجيحية، ومنحتهم بطاقة التأهل إلى ربع النهائي، بينما أدارت ظهرها للمنتخب الأوزبكي.
وليكن فوزكم اليوم هديتكم لـ«بو خالد»، ولكل شعب الإمارات.
×××
شاءت ملابسات البطولة الحالية أن تضع ممثلي الكرة العربية في ربع النهائي وجهاً لوجه مع بطل آخر نسخة أستراليا، ووصيفه كوريا الجنوبية، وإذا نجحا في تجاوز دور الثمانية، فإنهما سيقلبان موازين البطولة رأساً على عقب، وسيؤكدان أن الكرة العربية قادرة على أن تذهب بعيداً، حتى لو خسرت تسعة من ممثليها بنهاية الدور الثاني.
×××
قال الراوي كلمته، وسجل هدفاً في مرمى العراق، فوضع نقطة في آخر السطر لمشاركة «أسود الرافدين» بالبطولة، برغم أنه آخر منتخب عربي نال لقب البطولة، وقامت الدنيا ولم تقعد في الشارع العراقي، فالبعض يلوم بسام الراوي عراقي الأصل، على تسجيله هدفاً في مرمى العراق، والبعض يلومه لأنه بالغ في احتفاله بالهدف، ولم يراع مشاعر العراقيين، لاسيما أن والده كان أحد نجوم الكرة العراقية، وبالطبع وجد الاتحاد العراقي في هذا الجدل الذي لا ينتهي، فرصة لإلهاء الجماهير عن المشاكل الحقيقية التي تعاني منها الكرة العراقية، وحالت بينها وبين تحقيق حلم الجماهير في تكرار مشهد عام 2007 عندما عانق «أسود الرافدين» لقب البطولة للمرة الأولى في تاريخهم، برغم كل الظروف الصعبة التي كان يمر بها المنتخب العراقي في ذلك الوقت.