كان متوهجاً أكثر من سوبر، وازدان هو نفسه بأرقام ونجاحات كثيرة كلها «سوبر».. بعض الانتصارات تهديك معها ما هو أكبر من الفوز والكأس أو الدرع أو حتى التأهل.. أروع الانتصارات تلك التي تطمئنك أو تمنحك شيئاً شديد الخصوصية، حين يكون نجمها وصانعها نجم وطني، مثل عبدالعزيز العنبري مدرب الشارقة، الذي قاده أمس الأول للقب السوبر الإماراتي على حساب شباب الأهلي، والأهم أنه أظهر أن المدرب المواطن «حقيقة» وليس أضغاث أحلام، وليس خاطرة تمرّ كسحابة الصيف.. أكد أن ما نظنه بعيداً عنا هو في متناول اليد، وأنه ليس «مصادفة»، فها هو بعدما حصد الدوري، عاد وقاد فريقه إلى «السوبر».
هذه هي المرة الخامسة في تاريخ الشارقة التي يحقق فيها لقب كأس السوبر، والأولى في عصر الاحتراف، لكني موقن أنها مختلفة تماماً.. بطعم تلك التي حلقوا فيها باللقب مع نجم النصر السابق رجب عبدالرحمن في النسخة الأولى للبطولة عام 90.. كل ما تصنعه الإرادة الوطنية قريب ومبهج بهذا القدر، لأنه يمنحك مع الفوز ثقة، ويفتح لك نافذة على مروج الأمل.. يؤكد لك أنك لست في حاجة لاستيراد من يصنع الفرحة.
يذكر عبدالعزيز العنبري، ذات البطولة، التي حققها وهو لاعب عام 1994، فقد كانت في نفس الملعب وكانت أمام فريق الشباب، وهو ذاته شباب الأهلي الآن.. التاريخ يعيد نفسه، أم أن الأبطال هم من يستطيعون إعادة التاريخ.. العنبري رائحة العنبر والمسك والورد في كرة الإمارات هذه الأيام.. الشارقة يبقى «الملك»، لكن الأروع قدرة من ينتسبون إليه على أن يكونوا أمراء وأباطرة كما هو حال العنبري.
لا شك أن ما حدث في البيت الشرقاوي، والدمج بصفة عامة، كان له أثره فيما حدث وما سيحدث، والمتتبع لمسيرة الكرة الإماراتية، بعد السادس عشر من مايو عام 2017، حين أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قراراً بدمج نادي الشباب ونادي دبي مع النادي الأهلي في كيان واحد يحمل اسم نادي شباب الأهلي - دبي، وفي نفس اليوم أصدر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قراراً بدمج نادي الشعب الثقافي الرياضي مع نادي الشارقة الثقافي الرياضي، تحت مسمى نادي الشارقة الثقافي الرياضي، سيقر أن هذا اليوم كان نقطة فارقة، وليس أدل على ذلك من أن الناديين معاً، شباب الأهلي، والشارقة، باتا فرسي رهان أساسيين في حلبة البطولات، إضافةً إلى بقية الإيجابيات التي جنتها كرة الإمارات، والتي أزعم يقيناً أن من بينها «العنبري».

كلمة أخيرة:
البطولة الحقيقية.. تضع بطولات حولها.